الجنوب بين الأمراض والأوبئة، وفشل الوزارة والحكومة

تقارير - منذ 1 شهر

عين الجنوب | تقرير - خاص

تشهد محافظات الجنوب، وعلى رأسها لحج والعاصمة عدن، موجة صحية متدهورة، تتفاقم مع تزايد الأوبئة وشح الموارد، في ظل ضعف البنية التحتية الصحية وغياب التخطيط الاستراتيجي الفاعل من قبل الوزارة المسؤولة والجهات الحكومية ذات العلاقة.

تزايد حالات الكوليرا في لحج، وتسجيل حالات مؤكدة، يكشف غياب الجهات المعنية عن القبام بدورها خاصة بعد تداول تقارير ميدانية تشير إلى أن مركز الحجر الصحي هناك يواجه أوضاعاً كارثية. هذه الكارثة تتمثل في نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، غياب الكادر المؤهل والمجهز للتعامل مع الأوبئة، وضعف أنظمة الصرف الصحي ومصادر المياه النظيفة، وهي عناصر أساسية تُعد من أسباب تفشي الأمراض.

أيضاً في العاصمة عدن، ورغم الحملات المتكررة لمكافحة الملاريا وحمى الضنك، مثل حملة الرش الضبابي واليرقي، إلا أن النتائج لا تزال محدودة. السبب في ذلك لا يعود فقط لضعف الدعم أو التنسيق، بل لتراكم بيئي وصحي عمره سنوات، عجزت الشرعية عن مواجهته بشكل جذري، إضافة إلى تزايد موجات النزوح في مناطق عشوائية، ما يعقّد جهود المكافحة، ويزيد الضغط على الخدمات، ويعزز تناقل الأمراض.

وفي جانب آخر لا يقل خطورة، تهريب المخدرات، يكاد لا يأتي يوم الا وهناك عملية ضبط، اخرها عملية القبض على أحد أبرز مروجي الحشيش في مدينة السلام مما يكشف عن بعد مقلق آخر مرتبط بالأمن الصحي. تفشي تعاطي المخدرات بين الشباب في ظروف من الفراغ، بات يشكل تهديداً مزدوجاً أمنياً وصحياً، خاصة مع غياب تدخلات علاجية متوفرة في الجنوب.

ما يثير القلق أن هذه الأزمات المتداخلة من كوليرا وملاريا ومخدرات تجري في ظل فشل الحكومة الشرعية عن القيام بواجبها، إن الواقع الصحي في الجنوب بات تهديداً استراتيجياً للصحة العامة، في ظل غياب رؤية وطنية واضحة تقوم بتفعيلها وزارة الصحة لتعالج أسباب التدهور من الجذور، وتحترم الحق في الصحة كحق إنساني لا ينبغي أن يخضع للمساومات أو التجاذبات السياسية.

فيديو