تغذية الانقسام في الجنوب، بين أجندات خارجية وخط أحمر شعبي

السياسة - منذ 2 شهر

عين الجنوب | تقرير - خاص

في قلب المشهد الجنوبي اليوم، تُطرح أسئلة مصيرية، لماذا تظهر أصوات تحاول تفكيك الصف الجنوبي تحت شعارات مبطنه الاتجاه؟ ومن يقف خلف محاولات شق الصف في حضرموت، المنطقة التي تمثل عصب المقاومة الجنوبية منذ حرب 94 الغادرة؟  

الحقيقة التي لا يمكن تجميلها هي أن بعض المكونات السياسية تحولت إلى أدوات لتمرير أجندات تتعارض مع إرادة شعب الجنوب. المشكلة ليست في تعدد الآراء، بل في الموقف من القضية الجنوبية ذاتها. فلكل شخص حق في رأيه، ولكن عندما يتحول هذا الرأي إلى أداة لإعاقة مسيرة التحرير، يصبح خيانة للدماء التي سُفكت من أجل استعادة الدولة الجنوبية.  

الرئيس عيدروس الزبيدي كان واضحاً، أي مكون جنوبي يعمل لتحقيق تطلعات شعبنا مرحب به وهذا المربط وهذا الفرس والميدان، هذه العبارة تضع المعيار المقبول الذي حدده الشعب نفسه وهو الولاء للقضية الجنوبية، وليس للأجندات الضيقة. لكن بعض الأطراف ترفع شعارات وهمية لا تخدم إلا أعداء الجنوب، أولئك الذين احتلوا الأرض وسرقوا المستقبل.  

الحقيقة المؤلمة هي أن هناك من يحاول ركوب موجة الحقوق او الخصوصية لتحقيق مكاسب شخصية أو حزبية تخدم اجندة خارجية. لكن التاريخ لن يرحم من يلعب بورقة الانقسام في هذه اللحظة الحاسمة. الشعب الجنوبي أصبح اليوم أكثر وعياً، ولن يسمح بتكرار سيناريوهات الماضي.  

الرسالة واضحة من الشعب الجنوبي في اكثر من مليونية، كما أن المجلس الانتقالي ذاته، بغض النظر عن كونه اكثر تنظيماً وقوة والأكثر تمسكاً بقضيه شعبه هو أيضاً كأي كيان سياسي أخر، ليس فوق المحاسبة. إذا انحرف عن هدف استعادة الدولة الجنوبية، سيجد نفسه خارج المعادلة الشعبية. القضية الجنوبية أكبر من أي فرد أو تنظيم، وهي خط أحمر لا يقبل المساومة.  

في النهاية، المعركة الحقيقية ليست بين مكون وآخر، بل بين كل من يؤمن بالجنوب كدولة مستقلة وهم الأغلبية الساحقة، وبين أولئك الذين عن قصد أو غير قصد يصبحون أدوات في يد أعدائه. والجنوبيون اليوم أذكى واوعى من أن يقعوا في فخ الانقسامات المصطنعة، وهذا بالتأكيد ما يجعل الشعب الجنوبي في ظل التداخلات وتعقيدات المرحلة، يصبح جنوبياً إنتقالياً لأن هناك من صدق في المسار وهناك من يريد تدمير هذا المسار الذي اتخذه شعب الجنوب من المهرة الى باب المندب. لذلك نقول لهؤلاء موعدنا 24 ابريل، حضرموت أولاً.

فيديو