خطر جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة، قناع الدين وأجندات الفوضى

تقارير - منذ 1 شهر

عين الجنوب | تقرير - خاص

تُعد جماعة الإخوان المسلمين واحدة من ابرز التنظيمات التي جمعت بين العمل السياسي والدعوي تحت غطاء الدين، لكنها في الواقع، كما تكشف الأحداث والوقائع، لم تكن يوماً جماعة إصلاحية خالصة، بل مشروعاً سياسياً عابراً للحدود يستهدف اختراق الدول من الداخل تحت شعارات دينية وجماعات إرهابية.

في اليمن، تجلّى خطر الجماعة بشكل بارز من خلال حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع السياسي للإخوان، الذي استغل ما يُعرف بـ ثورات الربيع العربي ليضع قدمه في مراكز القرار، خصوصاً بعد 2011. لكن مشاركته في السلطة لم تكن سوى وسيلة لتمكين منظومته داخل مفاصل الدولة المدنية والعسكرية، مستغلاً تحالفه المؤقت مع بعض القوى، بينما كان يعمل على تأسيس شبكة نفوذ موازية تتبع للتنظيم لا للدولة اليمنية.

في محافظات الجنوب ظهرت ملامح الأجندة الإخوانية بوضوح خلال فترة ما بعد تحرير العاصمة عدن من الحوثيين عام 2015. تم الزج بعناصر موالية للإصلاح في مؤسسات أمنية وعسكرية، استخدمت سلطتها لاستهداف القوى الجنوبية. وتكررت حوادث الاغتيالات والعمليات الارهابية التي طالت ضباطاً ونشطاء جنوبيين، وسط دلائل صريحة بوجود خلايا نائمة مرتبطة بالإخوان تعمل على ضرب الاستقرار في عدن ولحج وأبين، وشبوة.

أدلة من الواقع:

1. الاغتيالات السياسية: بين 2016 و2020، حيث شهدت العاصمة عدن أكثر من 200 عملية اغتيال، استهدفت قيادات أمنية وعسكرية ومدنية جنوبية. تقارير حقوقية، أشارت إلى أن كثيراً من هذه العمليات نفذتها جماعات مسلحة مرتبطة بالإصلاح، أو جرى التغطية عليها من داخل مؤسسات أمنية موالية له.

2. التمويل والتحالفات المشبوهة: وثقت تقارير لمراكز دولية أن جماعة الإخوان من خلال أذرعها في اليمن تلقت دعماً مالياً من دول إقليمية مثل قطر وتركيا، واستخدمته لتمويل مليشيات محلية وتنشيط إعلام تحريضي يروج للفوضى والانقسام، بينما كانت تزعم الدفاع عن الدولة.

3. استخدام الدين لتبرير الفوضى حيث اعتمد الإخوان على خطاب ديني يعظّم الولاء للجماعة على حساب الدولة، ويروّج لفكرة الخلافة الإسلامية كهدف سياسي. وقد وُثقت خطب ومحاضرات لقيادات إصلاحية تحرّض على القتال ضد الجنوبيين وتكفيرهم بحجج واهية.


4. تنسيق مع جماعات متطرفة حيث في محافظة أبين، وثّقت تقارير ميدانية صادرة عن مجموعة الأزمات الدولية وهيومن رايتش ووتش تداخل النفوذ بين قوات تتبع الإخوان وبين عناصر من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، سواء عبر التنسيق العملياتي أو التسهيلات اللوجستية، ما جعل مناطق معينة ساحة مفتوحة للإرهاب المقنع باسم الشرعية.

إن تجربة الإخوان المسلمين في اليمن ليست استثناءاً بل استمرار لنمط متكرر ظهر في دول أخرى كليبيا ومصر وتونس. حيثما وصلت الجماعة، تبعتها الفتن والانقسامات، وانتهت محاولاتها إلى تفكيك الدولة ومؤسساتها، لتكشف الوقائع أن ما تروّج له كـ إصلاح هو في الواقع مشروع هيمنة سياسية متستّر بالدين، تغذيه أجندات خارجية.

فيديو