رمز النضال والتضحية.. عبداللطيف السيد في ذاكرة

العالم بعيون جنوبية - منذ 3 شهر

عدن|| عين الجنوب|| خاص:


في هذا اليوم الحزين، الموافق 10 أغسطس 2024، تحل علينا الذكرى الأولى لاستشهاد القائد البطل عبداللطيف السيد، "أبو محمد"، الذي ارتقى إلى جوار ربه بعد مسيرة نضالية مشرفة، كان فيها رمزًا للشجاعة والإقدام في مواجهة الإرهاب الذي طالما حاول النيل من جنوبنا الحبيب.


في مثل هذا اليوم، فقدنا قائدًا ورمزًا، لكن إرثه سيظل حاضرًا في قلوبنا، ويظل مثلاً أعلى للبطولة والإخلاص."رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا." هذه الآية الكريمة تنطبق بحق على الشهيد عبداللطيف السيد، قاهر الإرهاب، الذي تصدّى بشجاعة نادرة لكل من أراد العبث بأمن أبين والجنوب.


إن ذكرى رحيله الأولى تأتي في وقت لا تزال فيه أبين تتطلع إلى وجوده، حيث يشعر الجميع بأن مكانه شاغر، وأن صوته الهادر ما زال يتردد في الأرجاء.


أبين تناديك يا عبداللطيف، فهي لا تزال تعاني من هجمات الضباع المسعورة التي تسعى لتدمير ما بنيته أنت ورفاقك بدمائكم الطاهرة.لقد كان الشهيد القائد عبداللطيف السيد دائمًا في طليعة المعركة ضد الإرهاب، وهو الذي أطلق "حملة سيوف حوس" في امتداد لعملية "سهام الشرق"، وفاءً للشهيد البطل توفيق الجنيدي "حوس".


لقد كانت رسالة منه للجميع بأن المسيرة مستمرة، وأن المعركة المصيرية ضد الإرهاب لن تتوقف حتى تحقيق النصر. وعلى هذا الوفاء والعهد، يؤكد أبناء الجنوب بكل شرائحهم، وفي طليعتهم القوات المسلحة والأمن، أنهم سيظلون سيوفًا في يد كل من ناضل وضحى من أجل الوطن.كان السيد قائداً للجان الشعبية منذ مطلع عام 2012، حيث قاد معارك ضارية ضد التنظيم الإرهابي في أبين، وألحق به خسائر كبيرة.


تعرض لأكثر من محاولة اغتيال، أصيب خلالها وفقد إحدى عينيه، لكنه لم يتراجع عن خطه النضالي. وفقد عددًا كبيرًا من أقاربه وأتباعه في عمليات غادرة نفذها الإرهابيون، لكنه بقي صامدًا ومصممًا على حماية أبين والجنوب.


وفي عام 2017، عُين الشهيد عبداللطيف السيد قائداً للحزام الأمني في دلتا أبين (زنجبار وجعار)، ليرتقي لاحقًا بتعيينه قائدًا للحزام الأمني على مستوى محافظة أبين.

لقد تخلقت شجاعة السيد ومواهبه الأمنية والعسكرية كقائد وطني محارب في اجتثاث الإرهاب، ليصبح رمزًا للنضال الوطني.إن الشعوب الحية تحزن على خيرة رجالها، لكنها في الوقت ذاته تنجب رجالاً آخرين يحملون القضية والهدف ويسيرون على نفس الدرب حتى تحقيق الانتصار.


ورغم رحيل السيد، فإن قضيته لم تمت، بل أصبحت مشعلًا يضيء الطريق لأبناء الجنوب في معركتهم المستمرة ضد الإرهاب وضد كل من يحاول المساس بأمن الوطن.


رحم الله الشهيد القائد عبداللطيف السيد، وأسكنه فسيح جناته. ستظل ذكراه خالدة في قلوبنا، ولن تنام أعين الجبناء والخونة والأعداء.

فيديو