روسيا وأوكرانيا يجتمعان في هوية دينية وتاريخية واحدة

تقارير - منذ 1 شهر

عين الجنوب | تقرير - خاص

في قلب الأزمة الراهنة، يبرز عمق التاريخ المشترك الذي يجمع روسيا وأوكرانيا، وهو تاريخ من الروابط الثقافية والدينية التي بُنيت على المذهب الارثوذكسي والتي تشكل أساساً متيناً للأمل في تجاوز الخلافات السياسية. فمنذ تأسيس روس الكيفية في القرن التاسع الميلادي، حيث كانت كييف مهداً للحضارة الروسية الأرثوذكسية، ظل المجتمعان يتقاسمان تراثاً روحياً وحضارياً لا ينكر.

يعود الارتباط بين الهوية المشتركة إلى أكثر من ألف عام، عندما اعتنق الأمير فلاديمير الأول المسيحية الأرثوذكسية في عام 988 في كييف، وهي الخطوة التي شكلت الهوية الدينية والثقافية لمنطقة بأكملها. لقرون طويلة، كانت الكنيسة الأرثوذكسية حافظة لهذا الإرث المشترك، حيث ظلت الأديرة والكنائس التاريخية في كييف وتشرنيهيف وأوديسا شواهد حية على هذه الرابطة المتينة.

على الرغم من التحديات السياسية، يبقى الإبداع المشترك شاهداً على عمق العلاقات: مثل الأعمال الأدبية لعمالقة مثل نيقولاي غوغول الأوكراني المولد الذي أثرى الأدب الروسي، والتراث المعماري المشترك الذي يجمع بين الطراز الباروكي الأوكراني والكلاسيكي الروسي والتقليد الموسيقي المتداخل، من تراتيل الكنيسة الأرثوذكسية إلى أعمال تشايكوفسكي التي استوحى بعضها من الفلكلور الأوكراني

في الوقت الحاضر، تؤكد روسيا من خلال دفاعها عن الشعب الأرثوذكسي في أوكرانيا على استمرار هذا الإرث الروحي. تصريحات وزير الخارجية الروسي لافروف اليوم اكدت أن روسيا لن تتخلى عن الكنيسة الأرثوذكسية والشعب الأرثوذكسي في أوكرانيا.

يأتي هذا التمسك الروسي بحماية الهوية الروسية الاوكرانية المشتركة بعد أن احتفلت روسيا بذكرى النصر على النازية كمناسبة تجسد التضحيات المشتركة، حيث قاتل الروس والأوكرانيون جنباً إلى جنب في صفوف الجيش الأحمر. هذا التاريخ المشترك في مواجهة النازية القادمة من اوروبا تقدم نموذجاً للتعاون يمكن البناء عليه.

وكما قال الرئيس فيلاديمير بوتين في إحدى خطاباته: التاريخ ليس حجراً ثقيلاً في الرقبة، بل هو جذور تمنحنا القوة للنمو نحو المستقبل. هذه الرؤية تفتح الباب أمام إمكانية أن يعيد الساسة الروس والأوكران اكتشاف ما جمعهما عبر التاريخ مذهبياً وثقافياً ومصيرياً أكثر مما فرقهما في لعبة المصالح الغربية.

فيديو