زيارة دبلوماسية للرئيس الزبيدي إلى نيويورك ومشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة

العالم بعيون جنوبية - منذ 2 شهر

عدن ، عين الجنوب | خاص

في مساء يوم السبت، شق الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، طريقه إلى مدينة نيويورك الأمريكية للمشاركة في أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، زيارة تحمل في طياتها الكثير من الأمل لشعب الجنوب، ومساعٍ دؤوبة لتسليط الضوء على قضية تهم الملايين من أبناء اليمن الجنوبي.

تأتي هذه الزيارة في إطار جهد مستمر يقوده الرئيس الزُبيدي لإعادة وضع الجنوب في دائرة الاهتمام الدولي، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الشعب. فهذه هي المرة الثانية التي يشارك فيها الرئيس الزُبيدي في اجتماعات الأمم المتحدة، إلا أن الرسالة هذه المرة تحمل أبعاداً أعمق، ليس فقط في سياق السياسات الدولية، بل أيضاً في إطار التحديات التي يواجهها المجلس الانتقالي الجنوبي، سواء على الصعيد العسكري في مواجهته للجماعات الإرهابية أو في معركة استعادة الأمن والاستقرار للجنوب، الذي أصبح ركيزة أساسية في أي تسوية مستقبلية تضمن أمن وسلامة المنطقة.

دبلوماسية الجنوب: صوت يصارع من أجل البقاء 

في تصريحات لوسائل الإعلام، عبّر الرئيس الزُبيدي عن سعادته بالمشاركة في أعمال الجمعية العامة، مشيراً إلى أن حضوره يهدف إلى تعزيز الجهود المبذولة لإعادة قضايا الجنوب إلى واجهة الاهتمام الدولي.

ومن الواضح أن هذه الزيارة تحمل رمزية كبيرة، فهي تعكس دور المجلس الانتقالي الجنوبي كفاعل رئيسي في المشهد السياسي ، بل وفي المنطقة بأسرها، فلم يعد المجلس الانتقالي مجرد طرف محلي، بل أصبح يمتلك ثقلاً سياسياً لا يمكن تجاوزه في أي عملية تفاوضية أو تسوية قادمة.

إن التحديات التي يواجهها الجنوب العربي تتجاوز الإطار المحلي، فالتدخلات الحوثية والتنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش تسببت في معاناة متواصلة للشعب، مما يجعل من الضروري تسليط الضوء على هذه المآسي أمام المجتمع الدولي، وفي هذا السياق، تأتي زيارة الرئيس الزُبيدي كمحاولة لإيصال رسالة الجنوب إلى صنّاع القرار الإقليمي والدولي، وكسب دعمهم للجنوب. 

التحديات الاقتصادية: صوت الجنوب الجائع للحلول. 

بعيداً عن السياسة والمفاوضات، تبرز قضية شعب الجنوب الاقتصادية كأحد أهم الملفات التي يحملها الرئيس الزُبيدي في زيارته إلى نيويورك، الجنوب يعيش حالياً تحت وطأة ظروف اقتصادية قاسية نتيجة الحرب المستمرة مع مليشيات الحوثي الإرهابية، إضافة إلى تهديدات تنظيم القاعدة وداعش، اللذين يعتبران ذراعاً لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، هذه التحديات الاقتصادية الملحّة لم تعد تحتمل الحلول المؤقتة أو التدابير السطحية، بل تتطلب حلولاً شاملة وجذرية. 

من هنا، تأتي زيارة الرئيس الزُبيدي كفرصة هامة لحشد الدعم الدولي وتقديم الجنوب كدولة تستحق الدعم والاستثمار، ليس فقط من أجل تحسين حياة شعبه، بل أيضاً لضمان استقرار المنطقة بأسرها.


وفي ضوء ذلك، من المتوقع أن يناقش الرئيس عيدروس الزُبيدي مع الشركاء الدوليين الحاجة إلى نهج شامل يتعامل مع كافة جوانب الأزمة، فبينما تواجه المنطقة تحديات أمنية واقتصادية كبيرة، يظل الجنوب العربي هو المفتاح لاستقرار المنطقة ككل.

الدور المحوري للمجلس الانتقالي الجنوبي. 

لقد أصبح المجلس الانتقالي الجنوبي قوة لا يمكن تجاهلها، فهو الفاعل السياسي الأكثر تأثيراً في الجنوب، ويمثل تطلعات الشعب الجنوبي في التحرر من الهيمنة الحوثية والتنظيمات الإرهابي، ليس من المستغرب أن ينظر الكثيرون إلى المجلس الانتقالي كركيزة أساسية في أي تسوية قادمة تضمن أمن واستقرار المنطقة، خصوصاً في ظل استمرار التحديات الجيوسياسية المتصاعدة.

من خلال هذه الزيارة، يسعى الرئيس الزُبيدي إلى تعزيز دور المجلس الانتقالي الجنوبي كلاعب رئيسي على الساحة الدولية، وإبراز أهمية تحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في إطار أي تسوية سياسية شاملة، فالأمن والاستقرار في الجنوب العربي ليس قضية محلية فحسب، بل هو عامل محوري لضمان استقرار المنطقة بأسرها.


رسالة الجنوب في قلب العالم

تأتي زيارة الرئيس الزُبيدي إلى نيويورك في لحظة فارقة، حيث تسعى المنطقة للبحث عن حلول للأزمات التي تعصف بها، وفي هذا السياق، يحمل الرئيس الزُبيدي رسالة واضحة: الجنوب العربي لا يمكن تجاهله. 

مع تصاعد وتيرة الأحداث الإقليمية والدولية، تبقى قضية شعب الجنوب حاضرة في ذهن الرئيس الزُبيدي، وهو يسعى بكل ما أوتي من قوة لجعل صوت الجنوب العربي مسموعاً في منابر العالم، إنه صوت يطالب بالعدالة والحرية، ويعبر عن تطلعات شعب بأكمله.

تعتبر زيارة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حدثًا بالغ الأهمية في المشهد السياسي اليمني، وخاصةً على صعيد قضية شعب الجنوب وقد أثار هذا الحدث ردود فعل واسعة النطاق، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، مما يستدعي تحليلاً دقيقاً لأبعاد هذه الزيارة وتداعياتها.


أولاً: الأبعاد السياسية للزيارة:
 تمثل مشاركة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي في اجتماعات الأمم المتحدة اعترافًا ضمنيًا بشرعيته كقائد سياسي للجنوب، وتأكيدًا على وجود قضية شعب الجنوب كونها تستحق النظر والاهتمام على المستوى الدولي.

 تسعى هذه الزيارة إلى تسليط الضوء على القضية الجنوبية وإيصال صوت الشعب الجنوبي إلى المحافل الدولية، مما يساهم في حشد الدعم الدولي لقضيتهم. ومن المتوقع أن يعقد الرئيس الزُبيدي سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين دوليين، مما يتيح له بناء تحالفات جديدة ودعم العلاقات الثنائية مع دول مختلفة.
 تمثل هذه الزيارة تحديًا واضحًا للوضع الراهن في اليمن، وتسعى إلى إعادة رسم الخارطة السياسية للمنطقة.

ثانياً: الأبعاد الدبلوماسية للزيارة:
 تعتبر هذه الزيارة خطوة مهمة لرفع مستوى التمثيل الدبلوماسي للمجلس الانتقالي الجنوبي على الساحة الدولية وتوسيع دائرة الاتصال مع الدول المؤثرة في الملف اليمني، وبناء علاقات جديدة مع لاعبين دوليين.

 يهدف الرئيس الزُبيدي إلى الترويج لرؤية المجلس الانتقالي الجنوبي لحل الأزمة اليمنية، وإبراز الحلول المقترحة من قبل المجلس. تسعى هذه الزيارة إلى صناعة رأي عام دولي داعم للقضية الجنوبية، وتغيير النظرة السائدة حول هذه القضية.

أشاد شعب الجنوب بهذه الزيارة، واعتبروها انتصارًا كبيرًا للقضيتهم العادلة. في المقابل، انتقدها خصوم المجلس واعتبروها محاولة للانفصال عن اليمن.

تعتبر زيارة الرئيس الزُبيدي إلى نيويورك خطوة مهمة في مسار القضية الجنوبية، ولكنها ليست سوى بداية الطريق. فالمجلس الانتقالي الجنوبي يواجه تحديات كبيرة ، ويتطلب منه بذل جهود مضاعفة لتحقيق أهدافه.

فيديو