صنعاء تحترق، والفرصة الذهبية تُطرق الباب لتحريرها

تقارير - منذ 1 شهر

عين الجنوب | تقرير - خاص

في احياء صنعاء، حيث ترغم ساحاتها الناس على الحضور لتأييد إجباري لجماعة لا تعيش الا على الحرب، اليوم لا يسمع سوى دوي الانفجارات وصمت ثقيل يخفي تحت سطحه غلياناً شعبياً ينتظر الشرارة. المشهد في العاصمة اليمنية لم يعد يشبه أي وقت مضى؛ فالجدران المتهالكة تحمل بين شقوقها قصصاً عن انهيار قادم، بينما تقف القوات الشمالية على أعتاب لحظة تاريخية قد لا تتكرر.  

ميلشيا قيادات الحوثي اليوم يعيشون أسوأ أيامهم. في الحديدة، لم تعد الميليشيات قادرة على إخفاء حالة التوهان التي تعيشها قياداتها، فالساحل الذي كان يوماً ما شريان حياتهم، تحول إلى فخ يضيق عليهم يومياً بعد أن فقدوا السيطرة على المعابر الرئيسية. أما في خطوط التماس، فالقوات الحكومية تتحين الفرصة لتنفيذ ضربتها القاضية، بينما تتراجع معنويات الميليشيات إلى مستويات غير مسبوقة.  

لكن الأهم من كل هذا هو ذلك الجمود الغير مصوغ في الجبهات الشمالية، حيث تقف القوات المدعومة من الاشقاء في التحالف العربي على خطوط التماس، تملك توقيت حاسم للنصر، لكنها تنتظر.. تنتظر إشارة قد لا تأتي إلا بعد فوات الأوان. السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: لماذا هذا التردد في لحظة تحتاج إلى جرأة القرار؟ فإن لم يتم استغلال الفرصة .. فمتى ستأتي غيرها.. وإن لم تتحرر صنعاء على يد ابناءها فلن يأتي احد لتحريرها.

البيانات تتحدث عن تخبط في صفوف الميلشيا، ونقص حاد في الإمدادات، وضعف بين صفوف المجندين قسراً. في القرى النائية بصعدة وعمران، لم يعد السكان يخافون من بطش الميليشيات، بل بدأوا يهربون من سياسة التجنيد القسري. كل هذه العوامل تشكل بيئة مثالية لتحرك عسكري سريع وحاسم، قد يُنهي سنوات من المعاناة في أسابيع قليلة.  

التجارب التاريخية تُعلمنا أن الحروب لا تُربح بالعدة والعتاد فقط، بل بالقدرة على اقتناص اللحظات الحاسمة. اليوم، تُعرض على قوات اليمنية فرصة نادرة لكتابة نهاية مختلفة لهذه الحرب الطويلة، فرصة قد لا تأتي مرة أخرى. القوات المدربة جيداً، والمؤيدة من الغالبية الشعبية، تملك كل الأوراق اللازمة لتحقيق النصر. أن المعركة الحقيقية هي معركة التوقيت والقرار. صنعاء التي تئن تحت وطأة أسوأ نظام ميليشياوي مستبد عرفه اليمن، تنتظر من يمد لها يد الخلاص. والسؤال الذي سيُجيب عليه التاريخ قريباً: هل ستُكتب نهاية هذه المعاناة بانتصار يُعيد الأمل، أم بتردد يدفع ثمنه الشعب؟  

المعركة القادمة ليست معركة عسكرية فحسب، بل هي اختبار لإرادة أولئك الذين يحملون على عاتقهم مسؤولية صنع المستقبل من ثوريين ووطنيين واحفاد صانعي ثورة 26 سبتمبر. فـشعب اليمنية الذي عاش على وقع المعاناة لأكثر من 10 سنوات تحت سطوة ميلشيا جلبت الخراب، يستحق أخيراً أن يرى نور الحرية يشرق من جديد.

فيديو