عدن بوابة الأمل.. ملاذ آمن للعمل الإنساني بعيداً عن التضييق الحوثي

السياسة - منذ 1 شهر

عدن - عين الجنوب | خاص

في ظل التحديات الإنسانية التي تعصف بالمنطقة، تبرز العاصمة عدن كملاذ آمن للمنظمات الدولية الراغبة في تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية بعيداً عن التضييق والانتهاكات التي تمارسها ميليشيات الحوثي في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها. إن ترحيب عدن بالمنظمات الدولية هو موقف إنساني، والتزام حقيقي بتوفير بيئة آمنة ومستقرة تمكن المنظمات من أداء دورها الحيوي دون عوائق.

لماذا عدن؟

عدن حيث أصبحت مركز رئيسي، والنموذج الأكثر استقراراً مقارنة بالمناطق التي تسيطر عليها مليشيا تعمل على استغلال المساعدات الإنسانية لأغراض سياسية وعسكرية. هناك عدة عوامل تجعل من عدن الموقع المثالي لنقل مقرات المنظمات الدولية وإدارة العمليات الإنسانية والتنموية منها:

أولاً الأمن والاستقرار، بالمقارنة بالمناطق الأخرى، تتمتع عدن باستقرار أمني نسبي، وهو ما يتيح للمنظمات العمل بحرية ودون تهديد مباشر. ثانياً حرية الحركة والوصول حيث لا توجد قيود سياسية أو عسكرية على تحركات المنظمات كما هو الحال في صنعاء، حيث يتم تقييد عملها واحتجاز موظفيها. ثالثاً التنسيق الفعال مع المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث توفر عدن بيئة عمل مفتوحة ومنسقة مع الجهات الرسمية الحكومية لضمان تنفيذ المشاريع الإنسانية بكفاءة وشفافية. رابعاً البنية التحتية والخدمات اللوجستية نظراً لموقع عدن الجغرافي كميناء بحري استراتيجي يسهل عمليات نقل المساعدات والفرق الإغاثية إلى مختلف المناطق المحتاجة، بالإضافة الى البرامج التوعوية والتدريب وبناء القدرات والتمكين.

أيضاً التضييق الحوثي على المنظمات الدولية، يمثل دافع إضافي لنقلها إلى عدن، فالميليشيات الحوثية في صنعاء لم تكتف فقط بتقييد حركة المنظمات الدولية، بل مارست عمليات ابتزاز واحتجاز لموظفي الأمم المتحدة، وأجبرت المنظمات على العمل تحت أوامرها، مما أدى إلى تعطيل المساعدات وسرقتها. هذا الواقع جعل من المستحيل على أي منظمة إنسانية دولية تقديم الدعم الفعلي للمحتاجين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين. في المقابل، توفر عدن بيئة خالية من هذه القيود، وتضمن حيادية واستقلالية المنظمات الإنسانية في تنفيذ مهامها. حيث أكد المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، استعداده الكامل لتسهيل عمل المنظمات الدولية في عدن، وتقديم كافة الضمانات التي تضمن أمن وسلامة فرقها الميدانية. يشمل ذلك:

تقديم الدعم اللوجستي والتنسيقي لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها. توفير الحماية الأمنية لمقار المنظمات وموظفيها. تعزيز الشراكة بين السلطات المحلية والمنظمات لتسهيل تنفيذ المشاريع الإنسانية والتنموية.

ومن هنا، بات من الضروري أن تتخذ الأمم المتحدة والمنظمات الدولية قرار فعلي بنقل عملياتها ومقارها إلى عدن، حيث البيئة الآمنة والداعمة والتعاونية والتي تمكنها من تنفيذ مهامها بعيداً عن أي ضغوط سياسية أو عسكرية.

إن بقاء المنظمات في صنعاء لا يخدم سوى الميليشيات الحوثية، التي تستغل المساعدات لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية، في حين أن نقلها إلى عدن سيضمن وصول الدعم إلى من يحتاجونه فعلاً دون تلاعب أو استغلال.
العاصمة عدن حيث الحرية والتنسيق الفعال والتعاون المشترك والبيئة الداعمه تفتح أبوابها لكل المنظمات الدولية بمختلف مجالاتها وتخصصاتها وتوفر لها بيئة عمل آمنة وشفافة. وفي ظل التهديدات المتزايدة الحالية، أصبح نقل المقرات الإنسانية إلى عدن خطوة ضرورية لضمان استمرار العمل الإنساني بعيداً عن الابتزاز السياسي والتهديدات الأمنية. إنها فرصة لإنقاذ الملايين، وتعزيز دور المنظمات في تقديم الدعم للمحتاجين، وفق مبادئ النزاهة والاستقلالية التي يجب أن تحكم العمل الإنساني في أي مكان في العالم.

فيديو