هجوم "القاعدة" الانتحاري في جنوب اليمن... تخادم مع الحوثيين؟

العالم بعيون جنوبية - منذ 3 شهر

عين الجنوب - النهار العربي

عدن- عبدالرحمن أنيس.

في تطور دموي لافت، عاود تنظيم "القاعدة" هجماته على القوات الأمنية والعسكرية في جنوب اليمن بعد فترة طويلة من الهدوء وانحسار نشاط التنظيم جراء عمليات القوات الجنوبية ضده. 

فقد استهدف تفجير انتحاري يوم الجمعة مجموعة من عناصر "اللواء الثالث دعم وإسناد" في محافظة أبين، ما أدى إلى مقتل 16 عنصراً وإصابة 18.

وقاد انتحاري أعلن التنظيم لاحقاً أن اسمه غانم الأبي سيارة مفخخة بمئات الكيلوغرامات من المواد الشديدة الانفجار على تجمع لأفراد اللواء. 

وقال الناطق باسم القوات المسلحة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المقدم محمد النقيب في بيان صحافي، إن "هذه الجرائم الإرهابية البشعة ومن يُحركها ويُمولها لن تمر دون عقاب رادع".

وأضاف: "عهداً منا لشعبنا، أن معركتنا ضد الإرهاب ستظل باقية في انتصاراتها وبقوة أشد بأساً مما كانت عليه، ما استمرت القوى المعادية في هذا النهج القائم على استخدام الإرهاب وعناصره أدوات للقتل والابتزاز السياسي الرامي إلى تطويع قضية شعبنا الجنوبي وتقويضها في مشاريع احتلالية إرهابية كما جرت العادة منذ عقود ثلاثة". 

ودانت أطراف إقليمية ودولية عدة الهجوم، ومنها السفارة الأميركية التي وصفته بـ"الهجوم الإرهابي".

وقالت في بيان "تدين سفارة الولايات المتحدة لدى اليمن بشدة الهجوم الإرهابي المروع في محافظة أبين، والذي أسفر عن سقوط عشرات الضحايا".


تخادم بين الحوثي و"القاعدة":

ويرى رئيس "دار المعارف للبحوث والإحصاء" الباحث سعيد بكران أن "الهجوم الذي شنه تنظيم القاعدة في أبين يأتي في مرحلة مفصلية في ما يتعلق بالمشهد السياسي والضغوط التي توجه نحو المجلس الانتقالي الجنوبي، تحديداً من أجل المضي في تفاهمات السلام مع الحوثيين، وما يتضمنه ذلك من تقديم التنازلات التي ربما يتحفظ الانتقالي عليها أو يرفض تقديمها". 

ويقول: "هكذا تصبح القاعدة فاعلاً من خارج تفاهمات خفض التصعيد، ومن خارج تفاهمات وقف إطلاق النار، من أجل إنتاج أي تليين سياسي، أو انتزاع بعض التنازلات من الانتقالي الجنوبي".

ويضيف: "الحديث يدور حول عن تخادم جماعة الحوثي مع عمليات تنظيم القاعدة في الآونة الأخيرة تحديداً، ويبدو ذلك واضحاً منذ اتفاقات مسقط في عمان، فهناك تناغم كبير ما بين تنظيم القاعدة والحوثيين وعملياتهم، لدرجة أنه حتى بعض الأحيان كانت هناك عمليات متزامنة، بحيث يشترك الحوثيون في الهجوم على جبهات معينة وتقوم القاعدة بالهجوم على جبهات أخرى، وهكذا، وظهرت أيضاً أسلحة لم تكن القاعدة تستخدمها مثل الطائرات المسيرة وغيرها".

 وإذ يؤكد بكران منطقية فكرة التخادم بين الحوثيين و"القاعدة"، يشير إلى أن هناك مشتركات كثيرة تجمع ما بين المشروع السياسي الإسلامي بين الطرفين، سواء أكان يستند إلى المذهب الشيعي أم إلى المذهب السني، ولهذا جاءت هذه العملية بمثابة إعلان بأن تنظيم "القاعدة" سيكثف من عملياته في المرحلة المقبلة، وسيضرب بشكل أكبر وسيعود لاستخدام الانتحاريين.


دلالات استخدام الانتحاريين:

وعن دلالات ذلك يقول بكران: "إعلان القاعدة العودة إلى استخدام الانتحاريين له دلالات كثيرة، من أهمها أن التنظيم تعرض لمشكلات كثيرة جراء الجهود التي بذلتها القوات الجنوبية خلال الفترة الماضية، فقد ضيقت الخناق على حركته وأفقدته كثيراً من الجغرافيا التي كان يتحرك فيها بحرية على شكل مجاميع وأفواج شبه منظمة، وطبعاً في تلك المرحلة ترك حتى العمل الانتحاري، لأن مجال التحرك كان كبيراً وواسعاً، وكان يستطيع أن يهاجم من يشاء في أي لحظة بمجاميع كبيرة، لكن اليوم عاد التنظيم مرة أخرى إلى مربع العمليات الانتحارية، واستخدام الانتحاريين في العمليات الفردية، وهذا يدل على أن التنظيم تعرض لانتكاسات خطيرة، وفقد الكثير من قدرته على الحركة وعلى التأثير".


معركة بقاء:

إلى ذلك، يرى رئيس تحرير موقع "خليج عدن" وائل قباطي أن "الهجوم الأخير لتنظيم القاعدة بسيارة مفخخة على ثكنة عسكرية في منطقة مودية في محافظة أبين يكشف عن مدى خطورة جناح التنظيم المدعوم حوثياً وإيرانياً والقدرات الكبيرة التي بات يمتلكها".

 ويوضح: "تقع مودية على خط تماس مع محافظتي البيضاء وشبوة، وبطبيعة تضاريسها الجبلية الوعرة فإن المعركة فيها بالنسبة إلى التنظيم معركة بقاء وسيستميت في السيطرة عليها".

فيديو