هوية شعب الجنوب والانتماء للأرض في مواجهة الاحتلال الإخواني

السياسة - منذ 23 يوم

حضرموت عين الجنوب | خاص 

تستعد حضرموت، كبرى محافظات الجنوب، لإحياء الذكرى المجيدة لانطلاق ثورة 14 أكتوبر، الثورة التي ردد فيها أبناء الجنوب بصوت واحد شعار الحرية وحقهم في تقرير مصيرهم. كانت هذه الثورة بداية جديدة، طردت قوى الاحتلال الاستعماري ورفعت لواء الكرامة فوق كل شبر من أرض الجنوب. واليوم، تعيد هذه الذكرى إحياء ذلك الشعور العميق بالهوية الجنوبية والانتماء للأرض، في مواجهة الاحتلال اليمني الذي يسعى لطمس معالم الهوية وتشويه التاريخ.

إن هوية شعب الجنوب ليست مجرد اسم أو ماضياً يُحكى، بل هي جذور ضاربة في أعماق الأرض، تربط الجنوبيين بتقاليدهم وتراثهم وتاريخهم المتنوعة. هذا التاريخ الممتد منذ آلاف السنين هو ما يجعل شعب الجنوب على دراية تامة بأن الاحتلال لا يمكن أن يسلبهم هويتهم ولا يمكن أن يمحو وجودهم. من المهرة الى باب المندب، يتجدد الانتماء وتتعمق المحبة لهذا الوطن، بكل تفاصيله، فهو إرث الأجداد وأمل الأجيال القادمة.

تأتي هذه الذكرى العظيمة لتذكّرنا أن إرادة شعب الجنوب لا يمكن أن تُسلب أو تُرغم على القبول بالإحتلال المفروض. نرفع اليوم أصواتنا معاً لنقول لكل قوى الاحتلال من ميليشيا الإصلاح والحوثي: هذه الأرض ليست مكاناً للغرباء، وهذه الأرض لن تخضع لقوى تريد استغلالها والسيطرة عليها. إن أبناء الجنوب يعرفون تاريخهم وأرضهم، ويعرفون أن طرد قوى الاحتلال هو حقهم الطبيعي، مثلما طرد أجدادهم المستعمرين من قبل.

يمثل الجنوب جزءاً من كيان كل جنوبي، فهو يحمل معاني القوة والصبر والكرامة. تظل الأرض الجنوبية، بهضابها وسهولها، مدنها وريفها، شاهدة على انتماء أبنائها ورغبتهم في الحفاظ عليها من التدخلات الخارجية. يُشكل الانتماء لهذه الأرض العظيمة حافز لكل جنوبي ليقف صامد في وجه أي محاولات لطمس هويته أو السيطرة على أرضه.

على ضوء هذه الحدث التاريخي، يجدد أبناء الجنوب دعوتهم لقوى الاحتلال للرحيل، إذ أن الخيار الآخر سيكون طردهم بقوة وعزيمة، كما فعل أجدادهم من قبل. فكما نجح شعب الجنوب في طرد المستعمر القديم، اليوم أيضاً يستعد لطرد كل من يسعى إلى الاستيلاء على أرضه بالقوة. 

إن بناء دولة جنوبية فيدرالية كاملة السيادة هو هدف مشروع يتطلع له كل جنوبي، ويأتي تحقيق هذا الحلم فقط من خلال التحرر الكامل من أي شكل من أشكال الاحتلال سواء سياسي، أو عسكري.

ونحن نحتفل بذكرى 14 أكتوبر، نوجه رسالة لكل الأجيال الجنوبية الحالية والقادمة: أن هذه الأرض هي الأمانة التي يجب الحفاظ عليها، وأن هوية الجنوب ستبقى دائماً قوية لا تُهزم. إن طرد الاحتلال وبناء دولة جنوبية فيدرالية ذات سيادة ليس هدفاً مؤقتاً، بل هو مسار طويل يقوده الأبطال المؤمنون بحقهم. فلتكن ذكرى 14 أكتوبر مشعلاً يُضيء درب الحرية حتى يتحقق الاستقلال الكامل، وتعود السيادة لأبناء الجنوب في أرضهم الحبيبة.

فيديو