دراسة تحليلية: بيان مجلس القيادة الرئاسي وإعادة التوازن القيادي

دراسات وتحليلات - منذ 14 يوم

عدن | عين الجنوب | خاص.    
شهد يوم الخميس 18 سبتمبر 2025م حدثاً مهماً في مسار مجلس القيادة الرئاسي، حيث صدر بيان يكشف عن الحقائق ويعيد ترتيب الأولويات داخل المجلس، هذا البيان لم يكن مجرد نص عادي، بل كان بمثابة صرخة واضحة على وجود خلل هيكلي في أداء المجلس، وكشف عن حالة الجمود التي عاشها المجلس نتيجة تمرير قرارات دون توافق جماعي أو شفافية.

وجاءت قرارات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، لتفرض نفسها على الواقع، وتعيد حركة المياه الراكدة داخل المجلس، موضحة أن القيادة الجماعية والمسؤولية المشتركة ليست شعاراً، بل واقع عملي على الأرض. 

أولاً: كشف الخلل وإعادة التوازن داخل مجلس القيادة الرئاسي

أثبت البيان أن هناك خللاً واضحاً في أداء مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي، حيث كانت بعض القرارات السابقة تمرر من مكاتب مغلقة دون مشاركة الأعضاء الآخرين. 
هذا الكشف يعكس طبيعة الأزمة التي عاشها المجلس، ويؤكد أن الجمود وعدم القدرة على اتخاذ القرارات كان سمة أساسية في الفترة السابقة.

قرارات الرئيس الزُبيدي جاءت لتحرك المياه الراكدة، وتفرض واقعاً جديداً داخل المجلس، حيث لم يعد بالإمكان لأي فرد أو مجموعة استفراد القرار دون إشراك الجميع. 
هذا التغيير يعكس حالة جديدة من الكفاءة والفعالية، ويؤكد أن المجلس أصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

ثانياً : إنهاء استفراد الدكتور رشاد العليمي بالقرارات

أوضح البيان أن الهدف من المراجعات القادمة هو إنهاء أي حالة استفراد أو تمرير للقرارات من قبل الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، دون مشاركة باقي أعضاء المجلس. 
هذه الخطوة تمثل انتصارا حقيقياً للقيادة الجماعية، وتعزز مبدأ الشراكة في اتخاذ القرار، مما يضع المجلس على مسار أكثر توازنا وشفافية.
ويمكن القول إن هذه الخطوة بمثابة إعادة توزيع السلطة داخل المجلس، وضمان أن أي قرار مهما كان تأثيره على الجنوب لن يتم إلا بموافقة الأعضاء جميعاً.

ثالثاً : مراجعة جميع القرارات منذ 2022م

واحدة من أبرز النقاط في البيان هي تكليف الفريق القانوني بمراجعة جميع القرارات الصادرة منذ عام 2022 خلال فترة 90 يوماً، مع رفع النتائج والتوصيات للمجلس القيادة الرئاسي، هذه العملية تمثل فاتورة حساب شاملة لكل الممارسات السابقة، وستفضح القرارات التي تم تمريرها دون توافق أو إشراف قانوني.

هذا الإجراء يعكس تصميم المجلس على إعادة العدالة المؤسسية، ويضمن أن القرارات السابقة التي صدرت من تحت الطاولة لن تمر دون مساءلة. كما أنه يرسل رسالة واضحة بأن أي تجاوزات سابقة لن تبقى بلا مساءلة.

رابعاً : إلغاء القرارات غير التشاركية وتعزيز الشفافية

أوضح البيان أن المراجعات القانونية ستؤدي إلى إلغاء مئات القرارات التي تم تمريرها دون استشارة أعضاء المجلس. هذه الخطوة تعزز الشفافية، وتعيد مكانة القيادة الجماعية في عملية اتخاذ القرار.

بالإضافة إلى ذلك، ستحدد القرارات القادمة يوم الجمعة آلية واضحة لتشاور أعضاء المجلس قبل إصدار أي قرار، مما يعكس التزام القيادة بمبدأ المشاركة والمسؤولية المشتركة، ويضع أسساً قوية لعملية اتخاذ القرار في المستقبل.

خامساً : فرض حالة جديدة وتمكين القيادات الميدانية

قرارات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي لم تبقَ على الورق، بل تم تنفيذها على الأرض، وبدأت عملية تمكين الرجال المناسبين في المواقع الحقيقية وفق رؤية واضحة. 
هذا التمكين يعكس واقعا عملياً يؤكد أن مجلس القيادة أصبح قادرا على ترجمة قراراته إلى فعل ملموس يخدم مصالح الجنوب.

البيان عزز الثقة في القيادة، وأوضح أن المجلس متماسك، وأن قرارات الرئيس  الزُبيدي فرضت نفسها، وخلقت حالة جديدة من النشاط والفعالية داخل مجلس القيادة الرئاسي.

يمكن القول إن بيان مجلس القيادة الرئاسي كشف الخلل السابق وأعاد التوازن المؤسسي بفضل القيادة الحازمة للرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي. 
المراجعات القانونية القادمة خلال 90 يوماً ستعيد الحقائق إلى الضوء، وتضع كل قرار في مساره القانوني الصحيح، فيما ستحدد القرارات القادمة آلية واضحة لتشاور المجلس قبل اتخاذ أي قرار.

هذا البيان يعكس مرحلة جديدة من الشفافية والمساءلة والفعالية العملية، ويؤكد أن القيادة الجماعية والمسؤولية المشتركة أصبحت واقعا عملياً على الأرض، معززاً مكانة المجلس كهيئة قادرة على مواجهة التحديات وتحقيق مصالح الجنوب العربي.


فيديو