370 سفينة في وضع التأهب.. الأقمار الصناعية ترصد التحشيد الصيني قبالة تايوان

أخبار دولية - منذ 1 ساعة

عين الجنوب|| متابعات:

التقطت صور جديدة للأقمار الصناعية سفناً حربية ومنصات إنزال برمائية صينية في مواقع حساسة على الساحل الشرقي، ما يعيد فتح النقاش حول مدى قرب بكين من امتلاك القدرة العملية لتنفيذ هجوم برمائي على تايوان. 


وبينما تتعاظم قوة البحرية الصينية لتصبح الأكبر في العالم من حيث عدد الهياكل، تشير المؤشرات الأخيرة إلى جهود متسارعة لبناء أسطول قادر على خوض عمليات هجومية واسعة، بحسب مجلة "نيوزويك".


قدرات بحرية متنامية


تظهر صور وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) أول سفينة هجومية برمائية من طراز 076 لدى الصين، والمعروفة باسم CNS Sichuan، أثناء خروجها لإجراء تجربة بحرية شمال شرق شنغهاي. 


وتُعد سيتشوان نسخة أكبر وأكثر تقدماً من طراز 075، حيث تصل إزاحتها إلى أكثر من 40 ألف طن، ما يضعها في فئة "حاملات الطائرات الخفيفة".


تتميز السفينة الجديدة بمنجنيقات كهرومغناطيسية مشابهة لتلك المستخدمة على أحدث حاملة طائرات صينية، فوجيان، ما يمنحها قدرة على إطلاق طائرات ثابتة الجناحين، إضافة إلى المروحيات والطائرات دون طيار.


 ويرى محللون أن هذه المنصة تضيف للصين قدرة نوعية لدعم عمليات إنزال معقدة عبر البحر.


بالتوازي، كشفت صور أخرى وجود ثلاثة زوارق إنزال جديدة من طراز "شويكياو" (جسر الماء) على ساحل جزيرة نانتيان في تشجيانغ. هذه الزوارق، المجهزة بجسور قابلة للتمديد بطول 400 قدم، يمكن ربطها ببعضها لتشكيل ممر يسمح بإنزال آليات ثقيلة مباشرة على الشواطئ. 



ويشير محللون إلى أن التضاريس التي ظهرت في الصور تشبه سواحل تايوان الشرقية الوعرة.


سيناريو غزو محتمل


رغم تطور هذه القدرات، يتفق خبراء عسكريون على أن القوة البرمائية الصينية لا تزال بحاجة إلى غطاء جوي وبحري ضخم لشن عملية إنزال فعالة على تايوان، التي لا تحتوي إلا على عدد محدود من الشواطئ المناسبة للهبوط العسكري. 


كما أن اضطراب مضيق تايوان يجعل نافذة تنفيذ الغزو مقتصرة على بضعة أشهر سنوياً.


مع ذلك، يرى محللون أن بكين تعمل وفق مسارين متوازيين: تحسين خطط الغزو الحالية، وبناء أسطول أكثر قدرة للسنوات المقبلة.


وكتب محلل الدفاع مفتوح المصدر MT Anderson: "البحرية الصينية تطوّر خطة الغزو القائمة، وفي الوقت نفسه تبني أسطول الغزو القادم، بينما تركز الولايات المتحدة على قوارب سريعة في الكاريبي والمحيط الهادئ دون تأثير يُذكر".


وتصعّد الصين منذ سنوات ضغطها العسكري على تايوان عبر مناورات واسعة النطاق وطلعات جوية شبه يومية، فيما تؤكد أن الجزيرة جزء من أراضيها وتعهدت بإعادتها إلى السيادة الصينية "بكل الوسائل إذا لزم الأمر".


حسابات سياسية وعسكرية معقّدة


تتابع واشنطن هذه التطورات عن كثب، إذ يعتقد مسؤولون أميركيون أن الرئيس شي جين بينغ أمر جيشه بأن يكون قادرًا على السيطرة على تايوان بحلول 2027، دون أن يعني ذلك اتخاذ قرار فعلي بالهجوم، وتبقى وتيرة بناء مزيد من سفن طراز 076 مؤشراً مهماً على خطط الصين المستقبلية.


وفي المقابل، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن شي وعده بعدم التحرك ضد تايوان خلال ولايته الثانية التي تنتهي في يناير 2029، لكن الخبراء يشيرون إلى أن الوعود السياسية لا تلغي ضرورة مراقبة التحولات العسكرية على الأرض، خصوصاً مع تسارع برامج التحديث البحري الصيني.


تُظهر الصور الجديدة أن بكين تستثمر بكثافة في القدرة البرمائية، ما يرفع المخاطر حول تايوان، رغم أن تنفيذ عملية غزو يبقى معقداً ومليئاً بالتحديات العملياتية.


ومع استمرار بناء السفن والمنصات الجديدة، تبدو السنوات المقبلة حاسمة في تحديد اتجاهات الصراع عبر مضيق تايوان.

فيديو