خالد سلمان
ماذا بعد الإطاحة بالحوثيين وماذا عن البديل؟
مقالات - منذ 22 يوم
في كل تغيير أو مشروع تغيير يبرز سؤال الممنوعات، ماذا بعد الإطاحة وماذا عن البديل؟.
من دون شك إن لا عملية برية ولا تغيير للتوازنات في اليمن ، ولا شروع في تنفيذ مخطط عسكري لإقتلاع الحوثي ، مالم تكن هناك مصفوفة تفاهمات مسبقة ، تجيب عن سؤال حجر الزاوية : طبيعة النظام السياسي البديل ، تقريب وجهات النظر ، صياغة تصورات مجمع عليها، لمرحلة تؤسس لنظام لايسقط في لجة الفوضى ، ويرمي بظلاله على دول الجوار حيث كبريات المصالح الدولية.
صحيح إن قرارات اللاعب المحلي منقوصة السيادة ، ومع ذلك وصول القوات الجنوبية إلى مرحلة القيام بمهمات القوة الطليعية بمعية الحراس في التغيير القادم على مستوى كل اليمن ، تزيح الستار عن حقيقة أن الوصول إلى هذه النقطة المتقدمة ،لابد وأن تكون نتاجاً لتسوية ملعب السياسة، وتقديم التطمينات والإجابة على موضوع هو بالنسبة للحامل السياسي لهذه القوات -الإنتقالي -، بمثابة عقدة المنشار ، فمن دون تظهير صورة وشكل الحقوق المعطى للجنوب ، تصبح شراكة هذه القوات محل شك إن لم يكن إستحالة.
مانريد أن نذهب إليه ، التوكيد على أن شوطاً كبيراً قد قُطع بضغط الخارج ، لردم الفجوات وتقريب وجهات النظر وتكثير نقاط تقاطع فرقاء السياسة ، وإن القضايا محل الإحتقان وربما الصراع ،قد جرت تسويتها بعيداً عن القوة والغلبة ،وإعادة إنتاج ذات قوى ماقبل إنقلاب الحوثي ومابعده ، التي تتعاطى بعقلية الفيد وغنائم الحرب، والإستئثار بالسلطة والثروة.
نحن أمام مشهدية جديدة ليس بحسم الصراع لغير صالح الحوثي وحسب ،وهي مسألة مفروغ منها ، بل بخطاب تشاركي أقل عدائية ،ذات طابع حواري ، يفكك التناقضات يقرب وجهات النظر ويصيغ مشروع الدولة القادمة، وطابعها الذي قطعاً لن يكون أحادياً إستبدادياً، بل ضامناً لحقوق الشركاء في النصر القادم ، يجفف تربة الصدام ويغلق أبواب الصراع إلى غير رجعة ويضمن الحقوق.
حرب برية قادمة مسبوقة بتفاهمات سياسية، حول ملء الفراغ، وجبهات موحدة الأداء وبندقية واحدة، هذا هو شكل القادم.