خالد سلمان عين الجنوب |مقالات كان من أولويات الاستعداد لتبعات قرار تصنيف الحوثي جماعة إرهابية، الاستعداد لما بعد مثل هكذا قرار في الشق العسكري، بتصحيح كل شيء في المؤسسة العسكرية والأمنية، من التطهير للسلطات الموازية، وتوزيع مسارح العمليات وإعادة رسم الأولويات، وحتى التسليح وتعزيز ترسانة الردع. نعم الإجراءات الاقتصادية مهمة، ولكنها من غير تحصينها بالرديف العسكري، لا تعني شيئاً، فما أُخذ بقوة الأمر الواقع لا يُستعاد بتدابير بيروقراطية إدارية، وتشكيل لجان وقرارت من ورق. توصيف الحوثي بالإرهابي، هو بمثابة قرار إعلان حرب جديد دون أن تكون الحكومة مستعدة لخوض الحرب، ولم تُقدِم على خطوة واحدة توجه رسالة إنذار، بأن هذا القرار مسنود بروافع وأدوات تحقيقه بالقوة لا بالنوايا الحسنة. الرد على هيمنة الحوثي على مسرح العمليات، وعربداته المستخفة بالطرف الآخر، عليها أن تبدأ بالممكن المتاح، أي تعزيز القوات الجنوبية التي تخوض معارك بطولية، بكل إمكانيات الصمود والنصر، وأن تضع مكونات “الرئاسي” المعارك الصغيرة ولو مؤقتاً على رف النسيان، والتفرغ للمهمة الأكبر التصدي لاستباحة المسيرات للموانئ والمطارات والمنشآت الحيوية، وتحديداً في المناطق الجنوبية، وحيث توجد قوات العمالقة. وقبل الدخول بشعارات كبيرة كإسقاط الانقلاب واستعادة الدولة ودخول صنعاء، على الشرعية أن تبحث في كيفية إحداث توازن في سلاح الردع، حيث من غير المعقول أن الحوثي المحاصر يمتلك هذا السلاح بكثافة لافتة، في حين الشرعية بفضاءاتها وبحارها وعلاقاتها العسكرية المفتوحة على عديد الدول، تعجز عن توفير الردع المقابل. البداية قبل التحرير تعزيز صمود المناطق المحررة، ما دون ذلك نكون قد عدنا لسياسة الشعارات الصاخبة، ودغدغة المشاعر بالكلام غير المنتج، والتهويم خارج واقعية ومتطلبات المواجهة. نعم من هنا يجب أن نبدأ. * من صفحة الكاتب على الفيسبوك

فيديو