التالى السابق

أنور الرشيد

هل ينهض الجنوب في 14 أكتوبر القادم؟

مقالات - منذ 23 ساعة

وفق ما وصلني من ردود فعل على ما طرحته يوم أمس فيما يتعلق بالملف الجنوبي والدعوة لمليونية الرابع عشر من أكتوبر القادم فإني أستطيع أن أبشِّر الشعب الجنوبي بأنه سيكون على موعد تاريخي بذلك اليوم، وأن الأمور على ما يبدو -وأقول على ما يبدو- وهو إحساسٌ وليس معلومةً لكي لا يتهمني البعض بأني أشيع أمورًا غير واقعية بأنه سيكون يومًا تاريخيًّا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، يومًا ستشرق به شمس مختلفة عن إشراقة كل يوم، يومًا سيدوَّن في التاريخ، يومًا سيلتفت به المرء لأخيه ووالدته وأبيه، ويقول لهم لقد ولدت اليوم من جديد.

أقول ذلك بعدما تم رصده من إعلام الشرعية والحوثي والإصلاح الذي يؤكد معرفتهم بأن القرار اُتُخِذَ، ومقاومته مقاومة خاسرة، وأصبح كل طرف بهم يتحسس رقبته لأن حبل الحقيقة بدأ يضغط عليهم، وبدأ صراخهم يعلو بشكل غير مسبوق، وأتوقع بأن صراخهم سيزداد في الأسابيع القادمة، ولا أستبعد ارتكاب حماقة هنا أو هناك بما فيها إثارة اللاجئين الشماليين لإرباك الانتقالي ومخططه بعودة دولته، والمؤكد بالنسبة لي بأن دول الإقليم لا ترغب بعودة دولة الجنوب، ولكن على ما يبدو سعادة اللواء عيدروس قد أقنعهم بأنه لا خلاص من أزمة الجنوب التي كلفتهم مليارات إن لم يكن ترليونات ناهيكم عن خسائر بأرواح جنودهم إلا بعودة دولة الجنوب، وما يدفعني لذلك إلا صمتها وعدم اعتراضها بعد وصولها لقناعة بأن رهانها على شرعية فاسدة لم يعد خيارًا مناسبًا، ووصلت لطريق مسدود، وهذه القناعة يجب أن تستثمر بشكل يخدم عودة دولة الجنوب، لذلك ما يحتاجه الجنوب يوم الرابع عشر من أكتوبر المقبل هو وقفتكم يا شعب الجنوب الذي ستنتزعون به حقكم المشروع بأرضكم وبلدكم وتاريخكم ومستقبلكم، وهذا دوركم ورسالتكم ليس لدول الإقليم فقط وإنما للمجتمع الدولي برمته كأمر واقع صبرتم عليه عقودًا، ووصلتم بها لطريق نهايته مرة، وعليه فإن شرعيتكم التي اختطفها الشمال خمسة وثلاثين عاما قضيتموها بحروب وقتل ونهب ثروات وتشريد، والبحث عن كسرة خبز بحاوية قمامة وفساد وبلا كهرباء أو رعاية صحية، وأكملت عليها الشرعية عشر سنوات، وآن أوان تحرير شرعيتكم بذلك اليوم، من يريد أن يعترف بها فله كل الشكر والتقدير، ومن لا يريد الاعتراف بها فهو حر، ولكننا كشعب اتخذنا قرارنا وانتهينا، وسنفتح بذلك اليوم نافذة الأمل لشعبنا بقيادة اللواء عيدروس الزبيدي، وصحبه الكرام.