أنور الرشيد

لماذا تُستنفر قومية البعض عندما أدافع عن مظلومية شعب الجنوب؟

مقالات - 25 day ago

‏قبل استيلاء الحوثيين على السلطة في صنعاء عام 2014، كان موقفهم من القضية الجنوبية داعمًا لحقهم باستعادة الدولة الجنوبية، وكان أبرز موقف للحوثيين قبل 2014 هو انتقاد النظام السابق، وكانوا يشاركون الحراك الجنوبي في مطالبهم متهمين علي عبد الله صالح ونظامه بتهميش الجنوب وشعبه، ونهب ثرواته.

هكذا كان موقف الحوثيين من المظلومية الجنوبية، واليوم بعد استيلائهم على السلطة نكثوا بكل وعودهم ودعمهم، وأنكروا حتى مظلوميتهم كونهم أصحاب مظلومية، لذلك لا يزايد عليَّ أحدٌ بتمسكي بموقفي الثابت بحق الجنوبيين بعودة دولتهم، وعلى أقل تقدير لم أغيِّر موقفي وفق ما تقتضيه بوصلة المصالح، وهنا تكمن المصداقية التي لا تتزحزح.

يوم أمس ذكرت بتغريدة مقتضبة طرحت بها سؤالًا لماذا يغتاظ البعض عندما أدافع عن شعب محتلة أرضه وتُنهب ثرواته؟ وكانت معظم الردود بالفعل غاضبة ليس دفاعًا عن قناعتهم بكل تأكيد بالنسبة لي، ولكن لأنني مسست مصالحهم، وزلزلت عرش فسادهم، وخلخلت مفاصلهم، وكشفت زيف ادعائهم وكذبهم.

القضية الجنوبية بالنسبة لي نفس قضية الشعب الفلسطيني، وأي شعب يتعرض للاضطهاد ومصادرة حرياته ونهب ثرواته وإذلاله، والمؤكد وفق المؤشرات التي أراها بأن حال الشعب الجنوبي أسوأ من حال الشعب الفلسطيني بالضفة تحديدا -إن جاز لي التشبيه- حيث لا ماء ولا كهرباء فقط فسادٌ وإرهابٌ وفقرٌ مدقعٌ، والموتُ جوعًا، والوضع أسوأ حالًا لا يمكن تصوره، وهذا ما أحاول أن أنقله للعالم بالذات المنظمات الحقوقية الدولية والمجتمع الدولي الذي كل ما يقدمه أيُّ مبعوث دولي واحدًا تلو الآخر، وبلا نتيجة تذكر.

المراد لن أتوقف عن تسليط الضوء على مأساة الشعب الجنوبي، ولن ترهبني التهديدات والشكاوى وهذا دوري كصحفي لا يقبل المساس بحق وحرية أي إنسان فما بالكم إنسان تُحتَل أرضه، وتُنتهَك حقوقه، وتُنهَب ثرواته، وسؤالي لهؤلاء الذين اُستُنفروا ضد ما أطرحه، وماذا عن حق الشعب الجنوبي المحتلة أرضه؟
هل أنتم معه أم مع الإمعان بظلمه؟

اتركو عنكم خزعبلات الوحدة العفاشية الإخوانية الحوثية ودعونا نكون صرحاء مع بعضنا البعض امام العالم.

فيديو