د.حسين لقور

ثأرهم حق وثأر الجنوبيين وجهة نظر.

مقالات - 1 month ago

في اليمن، السياسة لا تُمارَس فقط كصراع مصالح، بل كصراع ذاكرة وثأر قديم. من السذاجة أن نتوقع أن يتجاوز أحدهم ماضيه، خصوصاً إن كان قد جُرّح في كبريائه السياسي. 
رشاد العليمي لم ينسَ لطارق صالح وأخيه عمار أنهما كانا من أسباب إقالته من منصبه الأمني والصراع على الفساد بينهم، واليوم يتعامل معهما ضمن حسابات معقدة، فيها من الرغبة بالثأر بقدر ما فيها من الضرورات المرحلية.

لكن المفارقة الصادمة، أن العليمي نفسه يريد منا أن ننسى ثأر الجنوبيين معه. يطالب الجنوبيين بتناسي دماء شهدائهم في الحراك السلمي، متناسياً أن اسمه ارتبط مباشرةً بتلك المرحلة السوداء التي قاد فيها مع علي محسن وغالب القمش واحدة من أبشع حملات التصفيات السياسية بحق قادة الحراك الجنوبي السلمي. فكيف يُطلب من شعب بأكمله أن ينسى ثأره بينما يتعامل رموز السلطة مع الذاكرة كأداة انتقام وانتقاء؟

ذاكرة الشعوب ليست سلعة في أسواق السياسة، ولا يمكن أن تُطوى لمجرد أن البعض يحاول إعادة تدوير نفسه تحت لافتات جديدة.

فيديو