د.حسين لقور

من أين جاءوا بهذا التصنيف؟ سيّد أو عربي!!!!

مقالات - 7 days ago

كان هذا التصنيف يُمارس أيام حكم ما يسمون الائمة الزيدي وها هو يعود لقب سيّد اليوم من جديد في اليمن تحت سلطة مليشيا الحوثة.
 تصنيف سيد وعربي في صنعاء وغيرها كان شائعًا في مناطق الزيدية بالأمس، ليس إلا جزءًا من مشروع فرز اجتماعي سلالي يسعى لإعادة تشكيل المجتمع على أسس استعلائية مرفوضة دينيًا وإنسانيًا وثقافيًا. إنه تعبير عن عقلية إمامية رجعية تحاول بعث نفسها من جديد بثوب ديني مزيّف.
هذا المصطلح سيد هو ترجمة اجتماعية لفكرة الهاشمية السياسية، أي من يدّعي النسب إلى قبيلة بني هاشم (بغض النظر عن صحته من عدمه).

أما التصنيف عربي يُستخدم لدى هذه الفئة بمعنى غير هاشمي، وبالتالي فهو يعني أنه من عامة الناس. وهذا تصنيف سلالي لا علاقة له بالمعنى الثقافي أو اللغوي للعروبة.

والمفارقة العجيبة أن من يسمون أنفسهم سادة يصفون غيرهم بـالعرب ( ما يعني أنهم من قوم آخرين)، وكأن بني هاشم ليسوا من العرب أصلًا! وهذا تناقض فجّ، فكيف يدّعي هؤلاء النسب إلى النبي العربي محمد بن عبدالله صل الله عليه وينفون العروبة عن أنفسهم إلالانهم ربما بقايا فُرس؟!

بالطبع، هذا التصنيف مرتبط بما يمكن تسميته بـالطبقية السلالية الهاشمية، التي تستبطن فكرة الحق الحصري في الإمامة أو الحكم لمن يدّعون النسب الهاشمي. وهو أمر رفضه جمهور العلماء والمجتمعات المسلمة على مدى القرون، في اليمن حيث واجه الأئمة مقاومة عنيفة بسبب هذا الاستعلاء السلالي.

فيديو