صالح علي الدويل باراس

العيش في الوهم ..البحث عن رمز في زمن التغيير

مقالات - 12 day ago

في زفاف ال عفاش في القاهرة حاولوا جعلها تظاهرة \"صنع رمز\" فتداعى فلولهم من كل مكان في محاولة خلقه لكن اجتماع \"الاخوة الاعداء\" \"احمد وحميد\" هو حضور لساحتي \"التغيير والسبعين\" لن يعطي انطباعا للوحدة بل يعكس حالة التنافس والصراع.

كانوا يمتلكون ساحتي السبعين والستين في قلب صنعاء اليوم وباتوا يبعثون رسائلهم السياسية من صالات الافراح في عواصم الخارج وما زالوا لم يفهموا ان \"الحرب تجب ماقبلها\" والعيش في حلم ان جهة ما سيأتي ب\"زعطان او معطان\" حاكم هو \"العيش في الوهم\" فمعادلات الحرب تفرض رموزها وقضاياها لذلك ففهم الوضع السياسي المعقد المتسم بتعدد الأطراف والتحالفات لن \"يبلسمه \"استغلال المناسبات الاجتماعية كالزفاف لتحقيق أهداف سياسية وخلق رمزية منها بل هذا نوع من الإفلاس السياسي.


القوى المهزومة تعيش حالة \"البحث عن رمز\" لكي لا تفقد هويتها السياسية بعد الهزيمة، وتبحث عنه لاستعادة هويتها وجذب الدعم والتعاطف من أنصارها وغيرهم بالقول \"اننا مازلنا موجودين\" وهو في الحقيقة تشبث بالزعامة ومحاولة صنع الرمز كوسيلة للاستمرار في التأثير أو للحفاظ على ما تبقى من قوتها لان القوى المنهزمة تخشى من الفناء أو الاندثار، وتبحث عن رمز لضمان استمراريتها.

ودلالات البحث عن رمز تعكس ضعف القوى المهزومة وعدم قدرتها على التأثير دون رمزية وتعكس انقسامًا داخلها ومحاولة لاستعادة الشرعية أو المصداقية التي فقدتها بل فيه تأكيد ان المحسوبين على العفاشية في الشرعية او غيرها لم يعودوا جزءا منها انما جزء من المشاريع المنتمين لها.

الحرب في اليمن غيرّت المشهد وأصبح من الصعب العودة إلى ما قبلها فالمعادلات السياسية الجديدة تفرض رموزها وقضاياها، ولا يمكن العودة إلى \"الدقة القديمة\" التي كانت سائدة قبل الحرب فمن يعتقد أن الأوضاع ستعود إلى ما قبل الحرب وأن الأطراف السياسية ستعود إلى تحالفاتها القديمة هذا يعتبر عيشًا في الوهم حيث أن الحرب غيرت الكثير من المعادلات والتحالفات.

13 أغسطس 2025م

فيديو