التالى السابق

الانتقالي: هدف وطني وتحديات مستمرة

السياسة - منذ 1 يوم

المجلس الإنتقالي بين النقد القاصر والمقاصد السياسية

عين الجنوب | خاص

---

كما هو مطلوب  أن يتم توجيه بعض الامور من خلال النقد البناء، لكن النقد رغم أهميته يجب أن يكون أداة لتقويم الأداء، لا وسيلة لتشتيت الانتباه عن الحقائق الجوهرية. إذا نظرنا بتمعن إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، نجد أنه كيان سياسي وطني يحمل مشروعاً واضحاً ومحدداً، وهو استعادة دولة الجنوب، وقد عبر عن هذه الرؤية الراسخة الرئيس عيدروس الزبيدي في لقاءاته الآخيرة، وهو الهدف الذي يتشارك فيه الشعب الجنوبي. ورغم التحديات والضغوط الهائلة التي يواجهها المجلس، فإنه يظل رقماً صعباً في المعادلة السياسية بالجنوب والمنطقة عموماً

وصف المجلس بالضعف أو التخاذل بينما هو يمتلك حضوراً قوياً على الساحة ويحقق خطوات ملموسة في بناء المشروع الوطني الجنوبي هو أمر يجافي الواقع. يمكن أن تكون هناك سلبيات وأخطاء، وهذا طبيعي في أي كيان سياسي يعمل في بيئة معقدة مليئة بالمصالح المتضاربة والتدخلات الخارجية، لكن اختزال الأمور في تصوير الانتقالي بطريقة سلبية هو ظلم واستخفاف بجهوده.

المفارقة تكمن في التركيز على الانتقالي بالنقد السلبي وتحميله المسؤولية كاملة، بينما هناك أطراف أخرى هي من تتحكم بمفاصل الدولة دون أن تتحمل أي مسؤولية تجاه المواطنين. إذا كان الانتقالي لا يمتلك موارد كافية، فكيف يمكن أن يحمل مسؤولية ما يحدث؟ والأهم، لماذا لا يتم تسليط الضوء على الجهات التي تنهب تلك الموارد وتمنع وصولها لصالح الشعب الجنوبي؟ بل تحاول إحتواء الإنتقالي في بعض الأمور بينما الجانب الأكبر يتم تغييبه كلياً

الحقيقة أن الانتقالي بحاجة إلى الدعم والتوجيه البناء من جميع أبناء الجنوب بدلاً من طرح أفكار لا تأخذ معطيات الواقع الحالي، السلبية او هز الثقة تخدم خصوم المشروع الجنوبي. الانتقالي يمثل أداة قوية لتحقيق تطلعات الجنوبيين، وإذا كان هناك خلل في الأداء أو استراتيجية تحتاج إلى تحسين، فيجب مناقشته بشفافية ومسؤولية دون التشكيك في المشروع الوطني ككل.

في النهاية، الانتقالي ليس مثالياً، لكنه يظل أقوى ممثل للقضية الجنوبية على الأرض، ويجب أن ندرك أن أي ضعف أو هجوم عليه يصب في مصلحة القوى التي تريد إبقاء الجنوب في حالة من الفوضى والتبعية. الحفاظ على الانتقالي وتطوير أدائه هو واجب وطني لكل من يؤمن بحق الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته. وكما قال الرئيس الزبيدي سنقف مع أي طرف يخدم القضية الجنوبية وهذا المربط والفرس والى الميدان.