حضرموت

التالى السابق

حضرموت جنوبية ولن تكون الا حيث يكون شعب الجنوب

تقارير - منذ 5 ساعات

حضرموت جنوبية ولن تكون الا حيث يكون شعب الجنوب

عين الجنوب | تقرير - خاص

حضرموت جغرافياً، وسياسياً وتاريخياً ركيزة أساسية في مستقبل الدولة الجنوبية الفيدرالية، ومهما حاولت بعض الأصوات الترويج لفكرة حضرموت بمعناها الانعزالي، وكأن المحافظة التي كانت دوماً بوابة الجنوب الشرقية يمكن أن تنسلخ عن محيطها بمجرد رغبة مؤقته أو بإيعاز من قوى خارجية.

كما أن التاريخ لا يُمحى بالرغبات الخارجية المؤقتة، حضرموت كانت جزء أساسي من نضالاته وتحولاته الكبرى. من مقاومة الاحتلال اليمني إلى المشاركة الفاعلة في بناء الدولة الجنوبية، كانت حضرموت دائماً في قلب الحدث، اليوم، عندما يتحدث البعض موهماً أن حضرموت يمكن أن تغرد حارج السرب أو أن مصالحها تتعارض مع الجنوب، فهم يتجاهلون حقيقة أن أي مشروع سياسي لا يمكن أن يُبنى على القطيعة مع الجغرافيا والتاريخ، ولا يمكن لحضرموت إطلاقاً أن تزدهر في عزلة عن امتدادها الجنوبي الطبيعي.

ربما هناك من يدفع للترويج لفكرة أن حضرموت يجب أن تبقى لحضرموت وحدها، متناسين أن هذا المنطق لا يبني دولاً بل يخلق كيانات ضعيفة قابلة للاختراق والتلاعب بها من قبل القوى الخارجية. الجنوب بحدوده الجغرافية التاريخية هو منظومة اقتصادية متكاملة، من المهرة الى باب المندب ولا يمكن ابداً فصل أحدها عن الآخر دون كسر المعادلة السيادية والاقتصادية التي تضمن ازدهار الجميع، وإذا كان هناك شيء أثبتته التجارب السياسية في العالم، فهو أن القوى الكبرى لا تحترم الكيانات الضعيفة أو المترددة. لن يحترم المجتمع الدولي حضرموت ككيان لوحده، لكنه سيحترم الجنوب كدولة قوية موحدة تمتلك رؤية واستراتيجية واضحة. المعادلة يجب أن تكون على مشروع وطن جنوبي يقوم على أسس وطنية وعادلة من المهرة الى باب المندب وهكذا يجب أن تكون، لا على مشاريع واهنه تفتح المجال للعبث اليمني والخارجي.

وعلينا أن نسأل أنفسنا هل يمكن أن يكون هناك مشروع جنوبي ناجح دون حضرموت؟ بالتأكيد لا. وهل يمكن لحضرموت أن تكون مستقرة ومزدهرة دون الجنوب؟ الإجابة أيضاً لا. العلاقة ليست علاقة تبعية، بل علاقة شراكة استراتيجية تضمن لكل للجميع حقوقهم دون أن يكون ذلك مدخلاً لمشاريع لا تعزز إستقراراً ولا تبني دولاً. كما أن حضرموت ليست مجرد ملف سياسي يُفتح عند الحاجة، بل هي جزء أصيل من الهوية الجنوبية. ومن يحاول أن يرسم لحضرموت مستقبلاً خارج إطار الجنوب العربي، فهو إما واهم أو مستفيد من مشاريع احزاب اليمنية، وبالرغم الأرض والتاريخ والمصير والانتماء لا يمكن أن يُمحى بقرار فردي أو بمناورات سياسية مؤقتة وأبناء حضرموت عبروا عن ذلك بشكل راسخ في أكثر من مظاهرة وموقف ومحطة ولن يصح إلا الصحيح.