التالى السابق

صنعاء.. المختطفة تغرق في رعب الانفلات الأمني والتكتم الحوثي

تقارير - منذ 6 ساعات

عين الجنوب | صنعاء

في مشهد دامٍ يلخص فصول الانهيار الأمني المخيف داخل صنعاء اليمنية المختطفة، شهدت ‎صنعاء خلال أسبوع واحد جريمتين مروعتين راح ضحيتهما فتاة وشابة، في حوادث تقشعر لها الأبدان وتكشف مجدداً عن خطورة الانفلات والفوضى المتفاقمة في مناطق سيطرة مليشيا ‎الحوثي، وسط صدمة شعبية عارمة وتجاهل رسمي مريب.

 

في حي الفليحي بصنعاء القديمة عثر الأهالي يوم الخميس على أشلاء جثة فتاة مجهولة الهوية بعد نحو أسبوعين من اختفائها.. بدأت فصول الجريمة حين انسدت مجاري منزل في الحي وعند فتحها عُثر على يد بشرية، لتقود التحقيقات إلى اكتشاف جريمة قتل وتقطيع مروعة ارتكبها شاب يُدعى "إبراهيم شريم" لم يمضِ على خروجه من السجن سوى ثلاثة أشهر، وفق اعترافاته أثناء التحقيق.

 

شريم المعروف بسجله الإجرامي وتعاطيه للمسكرات، أقدم على استدراج الفتاة إلى منزل مهجور وقتلها ثم قطع جسدها إلى أجزاء وزعها بين المجاري، وبيت مهجور بحارة الفليحي، ومدخل بستان العلمي؛ ورغم تداول شائعات عن وجود أكثر من ضحية أكدت مصادر محلية أن الجريمة تعود لفتاة واحدة من محافظة تعز وتقيم في باب اليمن.

 

وفيما لم يكد سكان العاصمة يستفيقون من فاجعة الفليحي، حتى دوّى خبر جريمة ثانية في حي بيت الوشاح قرب المطار، حيث عُثر على جثة طفلة تبلغ من العمر 12 عاماً مقطعة الأوصال داخل كيس بلاستيكي، بعد أن شوهد كلب يحمل قدمها في فمه؛ ومع انتشار الأشلاء في أنحاء متفرقة، فُتشت المنطقة ليُعثر على بقية الجثمان، في مشهد وحشي دون أي توضيح أو تعليق من الجهات المختصة الخاضعة لسلطة الكهنوت.

 

رغم خطورة المشهد اختارت مليشيا الحوثي الصمت، في تكرار معتاد لسياسة التكتّم وطمس الحقائق، وهو ما أثار سخطاً واسعاً بين الأهالي الذين يرون في هذا الصمت دليلاً على تواطؤ المليشيا أو فشلها المتعمد في التصدي لتفشي الجريمة المنظمة، وسط بيئة يسيطر عليها الفساد والعبث وتفكك مؤسسات الدولة.

 

الناشط "عبدالمغني السراجي" وهو من سكان حي الفليحي، دوّن في منشور مؤلم أن الجريمة وقعت في البيت المهجور لعائلته، متسائلاً عن حجم الوحشية التي دفعت القاتل إلى ارتكاب جريمة بتلك البشاعة؛ واعتبر ناشطون آخرون أن الجرائم المتزايدة نتيجة طبيعية لانفلات الأمن وتفشي المخدرات، وعودة أصحاب السوابق إلى الشوارع في ظل تهاون المليشيا في إنفاذ القانون.

 

ومع تصاعد حالة الذعر الشعبي تتصاعد المطالب بمحاسبة عاجلة وعلنية للمتورطين والكشف عن خلفيات الجريمتين وتقديم إجابات واضحة للرأي العام، وسط تحذيرات من تحول مناطق سيطرة ‎الحوثيين إلى مستنقع للفوضى والعنف الممنهج، تغذيه جماعة إرهابية لا ترى في حفظ الأمن أولوية بقدر ما تجيد ممارسة التستر وصناعة الخراب.