التالى السابق

المهرة.. التغريد خارج السرب الجنوبي رغم مسار الإصلاحات الوطنية

تقارير - منذ 1 ساعة

عين الجنوب|| خاص:

في خطوة جريئة، أطلق رئيس الحكومة الدكتور سالم صالح بن بريك حزمة من الإصلاحات الاقتصادية والإدارية والتي جاءت تنفيذاً لأوامر الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي - نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، تمثّلت في وضع ضوابط على المؤسسات المالية لإلزامها بتوريد عائداتها إلى البنك المركزي، وترسيخ مبدأ الشفافية، ومحاربة الفساد المالي والإداري، إلى جانب تفعيل دور الإصلاحاتوإغلاق المنافذ غير النظامية وتحسين الخدمات العامة.

وقد لاقت هذه الخطوات ترحيبًا واسعًا من مختلف فئات المجتمع الجنوبي، وأحدثت ارتياحًا شعبيًا ملموسًا نظرًا لنتائجها الإيجابية، المتمثلة في تحسين الخدمات وتوفير المرتبات وضمان استقرار الموارد العامة عبر التوريد المنتظم للبنك المركزي.

ورغم هذا الإجماع الجنوبي الداعم لمسار الإصلاح، رفضت محافظة المهرة توريد عائداتها الماليةالتي تُقدّر بأكثر من 37 مليار ريال يمني شهريًا، لتبقى خارج النسق الجنوبي العام في هذه المرحلة الحساسة من مسار الإصلاح المالي والإداري.

تواجه المهرة في المقابل تحديات معقّدة ومتداخلة، أبرزها ظاهرة تهريب المخدرات والسلاح نظرًا لطبيعتها الجغرافية وحدودها المفتوحة مع محافظة حضرموت وامتدادها الساحلي الطويل، إضافة إلى تدفق المهاجرين غير الشرعيين من دول القرن الإفريقي، وهو ما يشكل عبئًا أمنيًا وإنسانيًا يستدعي التنسيق المستمر مع الجهات المختصة لترحيلهم.

كما تواجه المحافظة تحديات عسكرية وأمنية تستلزم تعزيز الجاهزية واليقظة والتنسيق المشترك بين الأجهزة الأمنية والعسكرية لمواجهة المخاطر ومكافحة الإرهاب، وقد حققت الأجهزة الأمنية نجاحات مهمة في ضبط خلايا إرهابية وتفكيك شبكات تهريب.

ورغم هذه المبررات، فإن استمرار محافظة المهرة في التحفظ على توريد عائداتها المالية يُعد خروجًا عن الإجماع الجنوبي والإرادة الإصلاحية الجامعة، خاصة في ظل الجهود الوطنية المبذولة لتوحيد الموارد وضمان الاستقرار الاقتصادي والخدمي في عموم المحافظات الجنوبية.

إن محافظة المهرة اليوم مطالبة بأن تلتحق بركب الإصلاح الجنوبي، وتغلب مصلحة الوطن على الاعتبارات المحلية، وأن تكون شريكًا فاعلًا في مسار تعزيز الشفافية، وتثبيت الأمن، وبناء مؤسسات الدولة الجنوبية على أسس قانونية واقتصادية سليمة، بدلاً من أن تظل غرّد خارج السرب الجنوبي في مرحلةٍ تتطلب وحدة الصف وثبات الموقف.