تحليل :الحوثي وفشل مشروع التقمّص السلالي والتوظيف السياسي للدين

دراسات وتحليلات - منذ 1 شهر

عين الجنوب| خاص:
شهدت الساحة اليمنية خلال السنوات الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في محاولات جماعة الحوثي فرض مشروعها السلالي تحت غطاءٍ ديني يقوم على ادّعاء مظلومية آل البيت. ويهدف هذا الخطاب إلى دغدغة مشاعر البسطاء واستغلال العاطفة الدينية لتحقيق مكاسب سياسية تخدم المشروع الإيراني في المنطقة.

التمدد الإيراني عبر شعار المظلومية

تستثمر إيران خطاب “المظلومية” كوسيلة للنفاذ إلى المجتمعات العربية، مستغلةً الدين للوصول إلى أهداف سياسية توسعية. ورغم رفعها شعارات إسلامية، فإن الواقع يشير إلى غياب مظاهر الإسلام الصحيح، واقتصار المشهد الديني هناك على حسينيات للطم والبكاء والعويل، تُسخّر لخدمة مصالح الولي الفقيه، في ظل ثقافة يغلب عليها الطابع المجوسي والطقوس الوثنية.

التناقض الفكري في خطاب الحوثي

يستمد الحوثيون منهجهم من الامتداد الإيراني بصورةٍ لا تمتّ إلى روح الإسلام وتعاليمه. وتظهر تناقضاتهم في خطابهم السياسي؛ فمرة يرفعون شعارات الدولة الإسلامية، ومرة يطالبون بدولة مدنية، على الرغم من الاختلاف الجوهري بينهما. كما يتقارب الحوثي أحيانًا مع الإسلام السياسي الذي تتبناه جماعة الإخوان، بما يكشف هشاشة المشروع وأزمته الفكرية.

فشل النموذج الشيعي في المنطقة

على غرار تجربة حزب الله في لبنان، الذي ادّعى المقاومة دون أن يقتل إسرائيليًا واحدًا، لم تنجح إيران في إيجاد حاضنة شعبية لمشروعها. فأدّى هذا النهج إلى انهيار سياسي واقتصادي، وتضخم في العملة، وانتشار البطالة، وتآكل ثقة المواطنين. وهو ما يعكس فشل المشروع الشيعي سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

الواقع في مناطق سيطرة الحوثي

تعاني المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين من تردٍّ اقتصادي وانهيار الخدمات، إلى جانب تفشي البطالة والفقر والانتهاكات اليومية. ومع مرور الوقت، تتآكل الحاضنة الشعبية للجماعة، وتتزايد حالة السخط والاستياء الشعبي نتيجة الممارسات التي أوصلت البلاد إلى حافة الانهيار في مختلف المجالات.


التوظيف السياسي للدين

يثبت الواقع أن الحوثيين يوظفون الدين لخدمة أجندة سياسية إيرانية تهدف إلى التمدد الطائفي. وهو توظيف يفتقد إلى أي مضمون ديني صحيح، ويستغل العاطفة الدينية لتحقيق مكاسب سياسية بحتة.

اتجاه عام نحو الاعتدال

في مقابل هذا الفشل، يبرز توجه شعبي نحو المنهج السلفي المعتدل، البعيد عن توظيف الدين سياسيًا، بعد أن أثبتت التجارب أن اللعب بورقة الشعارات الدينية ليس إلا وسيلة لإسقاط الدول وتمزيق المجتمعات.

خلاصة القول: 
تُظهر الوقائع أن المشروع الحوثي، بوصفه امتدادًا للمشروع الإيراني، يعاني فشلًا سياسيًا واقتصاديًا وأخلاقيًا، وتآكلًا متزايدًا في حاضنته الشعبية، في ظل وعي متصاعد لدى المجتمع العربي تجاه خطورة استغلال الدين لتحقيق أهداف سياسية ضيقة.

فيديو