صالح شائف

الفتن.. يدفع ثمنها الأبرياء وهي رصاصات قتل لحاضر الجنوب ومستقبله

مقالات - منذ 3 شهر


إن شعبنا الجنوبي العظيم معني اليوم وأكثر من أي وقت مضى لليقظة الوطنية والتاريخية؛ والحذر من كل دعاة الفتنة ومن يبحثون عن أية أسباب لإشعال حرائقها؛ لتكون دماء الجنوبيين الأبرياء ثمنًا لتتويجهم كقادة سياسيين وزعماء قبليين ووجاهات إجتماعية؛ بعد أن أفلس كل هؤلاء ولم يجدوا غير المتاجرة بدماء وأرواح الناس.

كما أن المسؤولية كبرى وعظيمة أمام كل القيادات الوطنية الجنوبية؛ أكانت تلك الممثلة بالمجلس الإنتقالي؛ أو خارجه أو في إطار الشرعية المؤقتة القائمة؛ فالجميع ودون إستثناء أمام إمتحان وطني وتاريخي جاد وحقيقي؛ ويتمثل في كيفية تجاوز عنق الزجاجة إن جاز لنا القول؛ وإفشال كل ما يحاك ضد الجنوب وأهله عبر تغليب مصلحة الجنوب الوطنية العليا قولًا وفعلًا؛ وما دون ذلك ينبغي تجاوزه بإعمال العقل والحكمة والمنطق والشعور بالمسؤولية التاريخية أمام شعبنا ومستقبل أجياله.

ففي ذلك منعًا للفتنة وعدم السماح للأصوات التي تغرد خارج عملية التصالح والتسامح الوطني؛ وتتجاوز مصالح الجنوب الوطنية العليا؛ لأن تجر شعب بكاملة إلى دائرة اللهب التي ستحرق بنارها الجميع خدمة لمصالح هذا البعض الخاصة والأنانية وحساباتهم الخطأ؛ أو إنسياقًا وراء ما يروجه أعداء الجنوب وقضيته من أوهام ومشاريع مشبوهة؛ ويستغلون وبخبث ولؤم ما يشهده الصف الوطني الجنوبي من إختلافات وتباينات مع الأسف؛ ولصالح مشاريعهم المعادية للجنوب والتي تستهدف أرضه وثرواته وإحتلاله مجددًا.

إنه لمن المؤسف والمخجل أيضًا بأن تنجح تلك القوى وتجعل الجنوبي يخاف من أخيه الجنوبي أكثر مما يخاف من القوى المعادية لشعبه وقضيته؛ أو ينتبه لدسائسها التي لن ترحم هذا أو تضع إعتبارًا لآخر من الجنوبيين؛ حتى وإن كان متخادمًا معهم أو مؤيدًا لمشاريعهم.

أن الحريق إذا ما أشتعل - لا سمح الله - فأن هناك من هم جاهزون لصب الزيت على النار وما أكثرهم؛ ولنا فيما قد مضى دورسًا وعبر مريرة ومؤلمة؛ حتى وأن تخفوا بأقنعة المكر والخداع المتعددة الأشكال والألوان؛ أو رفعوا شعارات ( وحدوية ) أو دفاعًا عن ( الوحدة ) التي ذبحت على أيديهم الملطخة بدماء عشرات الألاف من الشهداء والجرحى من أبناء الجنوب الأحرار.

إن ثقتنا كبيرة بأن الجميع يدرك أهمية التفاهم وتقديم التنازلات المتبادلة في سبيل إنقاذ الجنوب؛ ولن يسمحوا لأنفسهم بأن يكونوا معبرًا لمرور مخططات أعداء المشروع الوطني الجنوبي؛ والتي تستهدف في جوهرها وأبعادها الجنوب وأهله دون تمييز؛ وسيخسر الكل ويندم الجميع أن نجحت خططهم التآمرية؛ وهو ما ينبغي منعه من الحدوث؛ وهذه مسؤولية وطنية كبرى تنتصب أمام أحرار وحرائر الجنوب؛ وكل مناضلي شعبنا ومن كل ألوان الطيف السياسي والمجتمعي الجنوبي.

كما أن ثقتنا كبيرة أيضًا بقدرة العقل الوطني والسياسي على تجاوز كل التحديات الماثلة وبشجاعة كل المعنيين ومن كل الأطراف على تحمل مسؤوليتهم الوطنية بعيدًا عن حسابات الربح والخسارة؛ فالجنوب ليس ساحة للإستثمار أو مجالًا للمساومات بحقه وحقوقة ومستقبله؛ وكما سبق لنا التأكيد مرارًا بأن الجنوب قد كان وسيبقى دومًا قبل الكل وبعد الكل وفوق الجميع.

فيديو