صالح شائف

المتاح اليوم وبأقل تكلفة فقد لا يكون الأمر كذلك غدًا

مقالات - منذ 3 أيام

حين نكرر دعوتنا لإستثمار الوقت وإستغلاله وبأقصى ما هو ممكن ومتاح؛ للخروج من دائرة الجحيم التي يعيشها شعبنا الصابر العظيم؛ فإننا بذلك لا ندعو لإقتحام أسوار الواقع وبما هو عليه من تعقيدات وتشابك وتداخل والقفز إلى المجهول.

لأن مثل هذا الأمر لن يكون إلا حماقة وغباءً شديدًا يفتقد لوسائل وأبجديات السياسة الناضجة والمسؤولة؛ وما تطلبه من تكتيكات ومهارات تلتقط اللحظة المناسبة لتغيير المعادلات ولو في حدها الأدنى لصالح مشروع الجنوب الوطني؛ وفتح بابًا واسعًا وذات مغزى في واقع المراوحة القاتلة؛ والتي بات الأفق معها قاتمًا مع الأسف ومسدود الأفق إن لم يتم التحرك إلى الأمام.

أما الإنتظار مع إستمرار التدهور المريع في حياة شعبنا أو التعايش معه؛ على أمل أن يأتي التغيير على يد غيرنا؛ فذلك أمره سيطول ولن يكون وفقًا لما يريده شعبنا وناضل من أجله طويلًا؛ وهو الواقع الذي تقف خلفه أساسًا أكثر من جهة - المنقذ المنتظر - وهي السبب الأول والمصدر الرئيسي لهذا البؤس والمعاناة.

ولسنا هنا بحاجة لتعريفها فهي واضحة ومعروفة بأفعالها ومواقفها وسياساتها العدوانية والمعادية لشعبنا وقضيته الوطنية؛ وهي تعمل بتنسيق وتناغم تام فيما بينها؛ حتى وإن أختلفت الوسائل والأدوات في ساحات وميادين الأفعال التي تستهدف الجنوب وشعبه وقضيته ومستقبل أجياله القادمة.

فالأحداث الدراماتيكية المتسارعة والمتلاحقة في المنطقة؛ تتطلب أخذها بعين الإعتبار وبشكل جدي؛ فدائرتها تتسع وستأخذ أشكالًا وأبعادًا جديدة تباعًا على إتساع المنطقة وتعدد المشاريع التي تستهدفها؛ ولن نكون بمنأى عن تأثيراتها السلبية الخطيرة؛ الأمر الذي يتطلب من كل قوى شعبنا الوطنية والسياسية والمجتمعية التوحد وقبل فوات الآوان وعلى قاعدة إنقاذ الجنوب أولًا.

فالجميع مدعو للتفكير جديًا بكيفية تجنيب شعبنا لمخاطرها قدر الإمكان؛ وما يمكن الإقدام عليه من خطوات عملية فاعلة وبصورة مدروسة؛ قبل أن تذهب بنا الأحداث والتطورات بعيدًا؛ وحينها سيكون التفكير بأية خطوات متأخرًا ومكلفًا وعلى أكثر من صعيد.

فيديو