صالح علي الدويل باراس

التوطين والعنف ... هل مهمة الامم المتحدة التاسيس للعنف

مقالات - منذ 13 ساعة

اذا كان الجانب انساني فقط لتوطين النازحين فلماذا توطين النازحين الشماليين في محافظات الجنوب ؟ لماذا لا يوطنونهم في مناطق في الشمال في الساحل الغربي ، في الحديدة ، وفي الحد الجنوبي للسعودية ، وفي مارب ، والجوف ، والبيضاء...الخ لماذا حددوا محافظات الجنوب الا ياتي في سياق جعل الجنوبيين اقليات في محافظاتهم!!؟ ...اليس هذا تاسيس لعنف مستقبلي!!؟

التوطين ليس نتيجة الشراكة في الرئاسي ، فهذا تفسير كيدي اكثر مما هو مستند على قراءة حقيقة لاهداف الشماليين الذي كان ومازال وسيظل هدفهم \"جعل الجنوبيين اقلية \" في محافظاتهم خاصة المحافظات ذات الثروة او ذات الثقل السياسي كالعواصم ..اليست سياسة كهذه تؤسس لعنف مستقبلي!!؟

ولا ينتظر الجنوبيون من مغردي وصحافة الشمال وصحفييه او اعلامهم الاليكتروني او قنواتهم كالمهرية او يمن شباب او غيرها أن تفنّد خطورته على الجنوب بل انها ستعمل على تجميل قبحه وتقليل خطره

كان لديهم مشروع اسمه \"اسكان الشباب\" وقد باشروا بتنفيذه لولا الحراك الجنوبي ثم ثورات الربيع وتسليمهم السلطة من اليد العصبوية الى اليد الطائفية في صنعاء ثم الحرب وقد كانوا يكثّفون بُؤر الاستيطان بجوار المعسكرات الشمالية في الجنوب -وهذا كان مُلاحظ - لتكون مخزون بشري وخط دفاع

الآن في \"العبر\" هناك توطين متكاملة ترعاها سلطة مارب ورعاتها وينفذها المنتفعون في العبر بصمت تُصرف اراضي ومكفآت مالية تُطعى لمن يبنون مساكن في تلك الاراضي وكلهم شماليون في ظل صمت من مرجعيات تلك المنطقة سواء تقليدية او غيرها...لماذا اختاروا \"العبر\" بينما في مارب مناطق خالية؟!؟

المشروع اخطر حين نربطه بارباك المواطن الجنوبي في اوضاعه المعيشية والفقر والبطالة وبحرب الخدمات واغراقه بالمعاناة فتستغل القوى الشمالية المناهضة للمشروع الجنوبي هذا الوضع ظنا منهم انها خلقت قبول للتوطين ولتمرير أهداف عجزوا عن تنفيذها بدون ان يعاني المواطن من تلك الحروب في راتبه وخدماته ومعيشته ..اليست حرب الخدمات والرواتب ..الخ جزء من ادوات تنفيذ المشروع !!؟

وعلى المجلس الانتقالي مسؤولية ان يستوعب ذلك ويضع السياسات لإفشاله لكنها ليست مسؤوليته فقط فالمشروع اوسع يخص ويهدد خصوصيات كل الناس فماهو دور مكونات الفعاليات المحلية القبائل وبقية المكونات ؟ وما موقف منظمات العمل المدني والاحزاب في التصدي لهذا المشروع؟ ، لابد من حراك شعبي رافض فلقياس التعبير عدة اشكال يقيسها العالم منها التظاهر والاحتجاجات وتقديم العرائض القانونية الاحتجاجية وتسليمها لمكتب الامين او مراسلة الامين العام على بريده تحدد دور الامم المتحدة تشرح خطر المشروع وان مهمتها رعاية النازحين حتى تستقر اوضاع مناطقهم وليست مهمة الامم المتحدة ليست رعاية سياسات لتغيير البنية المجتمعية للمجتمعات المحلية وسلخ اخرين من بناهم واستنباتهم في بيئات اخرى ما يؤسس لدورات عنف قادمة وان مهمة الامم المتحدة ليس التاسيس للعنف


10فبراير 2025م

فيديو