د.صدام عبدالله

السقوط المهني والأخلاقي لقنوات الإخوان، بلقيس يمن شباب والمهرية نموذجا

مقالات - منذ 3 ساعات

#قنوات_اخوانيه_يمنيه_ساقطه
منذ سنوات مثلت بعض القنوات الفضائية اليمنية منبراً إعلاميا كان يفترض أن يكون صوت للشعب بمختلف أطيافه، إلا أن مسار قنوات مثل بلقيس ويمن شباب والمهرية المحسوبة على تيار الإخوان قد شهد انحداراً حاداً ومؤسفاً تحولت فيه هذه المنابر من قنوات إخبارية يفترض فيها المهنية والموضوعية، إلى مجرد أبواق مأجورة تروج للإشاعات والتضليل، لا تختلف في ممارساتها عن أسوأ حسابات التواصل الاجتماعي الموجهة، هذا التحول لم يقتصر على مجرد ضعف مهني بل يمثل سقوطاً أخلاقياً ومهنياً مزدوجاً مس جوهر العمل الصحفي والإعلامي.
لقد أصبح المتابع لأخبار هذه القنوات يدرك بوضوح افتقارها التام لأبسط معايير المهنية والموضوعية، فبدلاً من التحقيق والتثبت من المصادر والحياد في نقل الأحداث، ركزت هذه القنوات كامل ثقلها على بث الإشاعات الممنهجة خاصة فيما يتعلق بـالجنوب وقيادته المجلس الانتقالي الجنوبي. ووصل الأمر إلى حد تصفية الحسابات السياسية على شاشاتها ولم يسلم من حملاتها التحريضية حتى بعض القيادات اليمنية التي أبدت موقفاً حازماً ومقاوماً لـلمد الحوثي، وهذه الانتقائية في استهداف الخصوم والتغاضي عن جرائم أو ممارسات فصيل معين يضع مصداقيتها على المحك ويؤكد أنها لم تعد تعمل في إطار البحث عن الحقيقة، بل في خدمة أجندة ضيقة وحزبية.
والأدهى من ذلك هو التخادم الواضح والصريح في الخطاب الذي أصبح يربط بين هذه القنوات والسياسة الحوثية، فبينما يفترض أن تكون هذه المنابر في خندق واحد مع الشرعية والرافضين لسيطرة الحوثيين على مؤسسات الدولة، أظهرت تحولا ملحوظاً في تركيزها على استهداف أطراف معارضة للحوثي، وتخفيف حدة النقد الموجه إليهم أو حتى تجاهل جرائمهم في بعض الأحيان، هذا التحول في الأجندة الذي يظهر كنوع من المؤازرة غير المباشرة أو التخادم بالمكشوف مع مليشيات مثيله لها، يمثل خيانة للمبادئ التي كان يفترض أن تدافع عنها هذه القنوات ويجعلها في نظر الكثيرين جزءاً من أدوات التضليل التي تسعى لخدمة مصالح ضيقة على حساب المصلحة الوطنية العليا وتحرير بلادهم ومقرات سكنهم .
اخيرا وبالمختصر يمكن القول إن ما آلت إليه حال قنوات مثل بلقيس، يمن شباب، والمهرية، هو درس قاس في كيفية تحول الإعلام من قوة إيجابية ومحاسبة إلى مجرد أداة للتأجيج ونشر الفتنة وخدمة الأجندات الحزبية الضيقة، إن فقدان المصداقية والثقة هو الثمن الباهظ الذي تدفعه هذه القنوات نتيجة سقوطها الأخلاقي والمهني، وتحولها من إعلام يبحث عن الحقيقة إلى إعلام مأجور يروج للإشاعة والتضليل، مما يتطلب من الجمهور وعياً أكبر بمصادر معلوماته والبحث عن المنابر التي لا تزال تتمسك بالمعايير المهنية والأخلاقية الرفيعة.

فيديو