القوات الجنوبية امام تحديات يومية لحفظ الآمن والإستقرار

تقارير - منذ 3 شهر

عين الجنوب | تقرير - خاص

في ظل التقارير اليومية لعليمات التهريب والإستهداف للمصالح الجنوبية شهدت عدن انفجار في منطقة البساتين في مديرية دار سعد، يعكس تحديات آمنية جديدة يواجهها الجنوب، ويكشف الستار عن محاولات متجددة لضرب استقراره وزعزعة أمنه. الحادث الذي وقع في حوش مخصص لتخزين الحديد والخردة، وأسفر عن إصابة ستة أشخاص، اثنان منهم بحالة خطيرة، يعبر عن خطر أكبر يتربص بالجنوب وشعبه.

هذه الحوادث لا يمكن فصلها عن الواقع السياسي والأمني الذي يعيشه الجنوب منذ عقود، حيث يتجلى التخادم الواضح بين القوى الشمالية المختلفة، سواء الحوثيين أو الإخوان أو شبكات الفساد المتغلغلة في المنظومة الإدارية للدولة، في استهداف الجنوب أرضاً وشعباً. كل هذه القوى، وإن اختلفت توجهاتها الظاهرة، تشترك في هدف واحد وهو منع أبناء الجنوب من استعادة حقوقهم وثرواتهم وبناء دولتهم المستقلة.

الجنوب، الذي يمتلك ثروات هائلة، لطالما كان هدفاً لأطماع القوى الشمالية منذ الوحدة القسرية. الأموال التي تم نهبها طيلة العقود الماضية ساهمت في إثراء نخب صنعاء، بينما تركت الجنوب يعاني من التهميش والحرمان. تلك الأطماع لم تنته بعد؛ بل إنها تتجدد بأشكال وأساليب مختلفة، من محاولات السيطرة الاقتصادية إلى توظيف الإرهاب والتخريب لضرب استقراره.

الحرب الاقتصادية التي يشنها بقايا النظام اليمني على الجنوب ليست سوى جزء من استراتيجية أوسع تهدف إلى استنزاف مقدراته وإضعاف إرادته وتجويع شعبه. يزعمون نصرة غزة ويتآمرون على شعب الجنوب، في منطق ينافي القيم والأعراف والتقاليد المحلية والدولية. تدهور الأوضاع المعيشية، وتردي الخدمات الأساسية، والانهيار الاقتصادي الممنهج، هي أدوات تستخدمها هذه القوى لتقويض إرادة شعب الجنوب.

الهجمات الإعلامية المتواصلة على القيادة الجنوبية من قبل الإخوان وحلفائهم تمثل وجهاً آخر من هذه الحرب. التشويه الممنهج ومحاولات النيل من القيادة والقوات الجنوبية تهدف إلى زرع الشكوك في نفوس أبناء الجنوب وإضعاف موقفهم الموحد.

على الجانب الآخر، يلعب الحوثيون دور رئيسي في استهداف الجنوب، سواء من خلال الهجمات المباشرة على بنيته التحتية أو عبر استغلال التحركات الإقليمية لتعزيز سيطرتهم وتهديد أمن الجنوب والإقليم. هذا التخادم بين الحوثيين وبقايا نظام صنعاء، والآن الإخوان، يمثل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من المؤامرات ضد الجنوب.

في هذا السياق، يأتي دور القوات الجنوبية كخط الدفاع الأول عن استقرار الجنوب وأمنه. هذه القوات، التي تواجه تحديات يومية، تبذل جهوداً جبارة لحماية الأرض والإنسان من كل هذه التهديدات. لكن هذه الجهود تحتاج إلى دعم وتعزيز، خاصة في ظل التحولات الإقليمية والدولية التي تضع الجنوب أمام اختبارات كبيرة.

إن تشديد عمليات التفتيش والمراقبة، وتعزيز التعاون الأمني بين مختلف محافظات الجنوب، وتوسيع نطاق الاستخبارات لمراقبة التحركات المشبوهة، هي خطوات أساسية لضمان استقرار الجنوب. لكن الأهم من ذلك هو إدراك أبناء الجنوب لحجم التحديات التي تواجههم والعمل معاً لمواجهة هذه التهديدات بكل حزم وقوة.

شعب الجنوب لم يعد ذلك الشعب الذي يمكن خداعه أو استنزافه بسهولة. التجارب التي مر بها خلال العقود الماضية صقلت إرادته وجعلته أكثر وعياً بمصالحه وحقوقه. هذه الإرادة الشعبية المتجددة هي السلاح الأقوى في مواجهة كل المحاولات الرامية إلى إعادة الجنوب إلى دائرة الهيمنة والتبعية.

الانفجار في البساتين ليس سوى تذكير آخر بأن المعركة من أجل الحرية والاستقلال لم تنته بعد. لكنها أيضاً تذكير بأن إرادة شعب الجنوب وقواته قادرة على مواجهة كل التحديات وإفشال كل المؤامرات، مهما كانت أدواتها وأساليبها. الجنوب سيظل صامداً، وشعبه سيظل متمسكاً بحقه المشروع في بناء دولته المستقلة على أرضه وثرواته، ولن يصح إلا الصحيح والحق لابد أن يعود لأهله بإذن الله.

فيديو