أبناء الجنوب : مطالبنا سلمية ضد حكومة الفساد ونرفض استغلال معاناتنا لمشاريع مشبوهة

تقارير - منذ 16 يوم

عين الجنوب|| تقرير خاص:
في قلب الجنوب، حيث تتلاقى أمواج البحر مع رمال الصحراء، يعيش شعبٌ عانى الكثير. سنوات طويلة من الإهمال والتهميش، وحروبٌ طاحنة أتت على الأخضر واليابس. ورغم كل هذه المعاناة، ظلّت قلوب أبناء الجنوب نابضة بالأمل، وعيونهم شاخصة نحو مستقبل أفضل. لكن صبراً جميلاً طال أمده، حتى فاض الكيل. فمع كل يوم يمضي، تزداد معاناة الناس، وتتفاقم أزماتهم. حكومةٌ عاجزة عن إيجاد الحلول، بل هي جزء من المشكلة. فسادٌ مستشرٍ، وموارد منهوبة، وقراراتٌ لا تراعي مصلحة المواطن.
أبناء الجنوب، الذين صبروا على مرارة العيش، لم يعودوا مستعدين لتحمل المزيد. لقد طفح كيلهم، وبلغ السيل الزُبى. فرفعوا أصواتهم، مطالبين بحقوقهم المشروعة، ومنددين بالفساد وسوء الإدارة. إنهم يرفضون أن يتم استغلال معاناتهم لمشاريع مشبوهة،. إنهم يريدون حكومةً ، تحترم إرادتهم، وتعمل على تحقيق تطلعاتهم . حكومةً لا ترى فيهم مجرد أرقام، بل شعباً يستحق الحياة الكريمة.
مطالب أبناء الجنوب سلمية، لكنها حازمة. إنهم لا يريدون عنفاً، ولا يسعون إلى الفوضى. لكنهم في الوقت نفسه، لن يتنازلوا عن حقوقهم، ولن يقبلوا بالاستسلام. لقد خبروا كل أشكال التلاعب السياسي، ويعرفون تماماً من يقف معهم، ومن يحاول المتاجرة بمعاناتهم. إنهم مصممون على مواصلة نضالهم السلمي، حتى تحقيق مطالبهم العادلة.
هذه هي صرخة الجنوب، التي يجب أن تُسمع. صرخة شعبٍ طفح كيله، ولم يعد لديه ما يخسره. فهل ستستجيب الحكومة لمطالبهم، وتعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ أم أنها ستستمر في تجاهلهم، وتدفعهم إلى خيارات أخرى؟

الخلاصة:
المقدمة السردية أعلاه تهدف إلى إيصال صوت أبناء الجنوب ومعاناتهم بطريقة مؤثرة ومباشرة. كما أنها تسلط الضوء على مطالبهم السلمية ورفضهم لاستغلال معاناتهم.

إلى حكومة العليمي: أين الحلول؟

مجلس القيادة الرئاسي والحكومة أمام مسؤولية تاريخية. المسؤولية ليست مجرد شعارات أو اجتماعات عابرة ونزهات، بل هي أفعال ملموسة يشعر بها المواطن في حياته اليومية. لا مجال لمزيد من الأعذار، ولا وقت للتسويف، فالأوضاع وصلت إلى مرحلة لا يمكن تحملها. إذا لم تتحرك الجهات المعنية بشكل عاجل وجاد، فإن غضب الشعب الجنوبي لن يبقى مكتومًا، ولن يكون الصبر إلى الأبد. تحسين الخدمات ليس ترفًا، والاستقرار الاقتصادي ليس امتيازًا، بل هي مسؤوليات لا تحتمل التأخير.
على الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها في معالجة أزمة الكهرباء والمياه فورًا، فهذه خدمات أساسية كفلتها كل القوانين ولا يجوز أن تبقى رهينة للفشل والإهمال. يجب وضع خطة حقيقية للحد من الانهيار الاقتصادي، بعيدًا عن الحلول المؤقتة التي لا تعالج جذور المشكلة. محاسبة الفاسدين واستعادة الموارد المنهوبة، فالشعب لم يعد يثق بالوعود، بل يريد نتائج ملموسة على أرض الواقع.

تحذير من استغلال المعاناة

في خضم هذه الأزمات، هناك من يحاول استغلال معاناة الناس لمشاريع مشبوهة، سواء من قبل ميليشيات الحوثي أو أطراف أخرى تتربص بالجنوب، متظاهرة بالتعاطف بينما تسعى لخلق الفوضى والعودة بالزمن إلى الوراء. لكن شعب الجنوب ليس ساذجًا، فقد خبر كل أشكال التلاعب السياسي، ويعرف تمامًا من يقف معه ومن يحاول المتاجرة بمعاناته. المطالبة بالحقوق واجب لا تنازل عنه، لكن بحكمة ووعي يحفظ تضحياتنا ولا يسمح بتحويل أزماتنا إلى ورقة بيد الأعداء. نحن نريد خدمات، نريد استقرارًا، نريد حياة كريمة، ولا نريد أن ندخل في دوامة الفوضى التي لن يدفع ثمنها سوى المواطن الجنوبي البسيط.
إما حلول عاجلة أو انفجار شعبي
المعادلة في الجنوب واضحة: إما حلول عاجلة أو انفجار شعبي، فالأمر لم يعد يحتمل المزيد من التأخير. شعب الجنوب يطالب بحلول حقيقية عاجلة فورية الآن قبل أي وقت مضى، وأي تجاهل لهذا الواقع لن يكون إلا مقدمة لانفجار شعبي واسع. الحقوق ليست منحة من أحد، والخدمات ليست تفضلاً من حكومة التآمر التي صبر عليها الشعب عقدًا من الزمن، بل هي حق لكل مواطن. الشعب الجنوبي قال كلمته، فإما أن يكون أو لا يكون.

فيديو