أبو زرعة المحرمي بين محاولات التشوية المستمرة والإنجازات الإستراتيجية

تقارير - منذ 5 أيام

لماذا يخافون من أبو زرعة ويحاولون النيل منه؟

عين الجنوب | تقرير - خاص

 تقوم النخب الشمالية في مهاجمة أي شي جنوبي، خاصة القيادة الجنوبية العسكرية، فمنذ اندلاع الحرب، برزت شخصيات عسكرية جنوبية لعبت دور لا ينكره أحد، في التصدي للحوثيين والجماعات الإرهابية، وكان من بين هؤلاء القائد العسكري البارز أبو زرعة المحرمي، قائد ألوية العمالقة الجنوبية نائب رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي . تميزت مسيرته العسكرية بالإنتصارات الميدانية التي غيرت معادلات الحرب، وأثبتت أن القوات الجنوبية قادرة على فرض معادلاتها على الأرض، رغم التحديات السياسية والإعلامية التي تواجهها. ولكن، كما هو الحال مع كل قائد عسكري جنوبي يحقق نجاحات كبيرة لصالح شعبه، لم ينجو أبو زرعة من حملات التشويه التي يشنها خصوم الجنوب، لا سيما من داخل الطبقة السياسية والإعلامية اليمنية.  

منذ بدء الغزو الحوثي، كانت العاصمة عدن وبقية محافظات الجنوب ساحة لصراع مصيري، حيث خاض أبو زرعة معارك ملحمية ضد الحوثيين، واستطاع تحقيق انتصارات كبرى، امتدت الى الساحل الغربي، بما في ذلك مدينة المخا ومناطق واسعة من محافظة الحديدة اليمنية، حيث تمكن من كسر الهيمنة الحوثية على الشريط الساحلي.

دور القائد أبو زرعة امتد من النجاح العسكري الى مواجهة الفساد داخل الحكومة اليمنية، خاصة في العاصمة عدن، حيث بدأ بالكشف عن ملفات فساد داخل المؤسسات الحكومية، الأمر الذي أدى إلى تحقيقات وإقالات لعدد من الشخصيات المتورطة. هذه الخطوة لم تعجب النخب السياسية اليمنية التي أعتادت على حكم الجنوب وإستغلاله طيلة العقود الماضية، لكن بعد دفاع الجنوبيين عن أرضهم ومع كل انتصار عسكري تحققه القوات الجنوبية، ومع كل خطوة إصلاحية تتخذها شخصيات قيادية جنوبية، تنطلق موجات من التشويه الإعلامي من قبل النخب السياسية الشمالية. أبو زرعة المحرمي لم يكن استثناءاً، بل كان في مقدمة المستهدفين بحملات تضليل إعلامي ممنهجة، حاولت النيل من نزاهته وإستقامته ووطنيته عبر تصويره كتابع لأطراف خارجية، في محاولة لتشويه دوره الجنوبي الفاعل. هذه الحملات جاءت كرد إنتقامي على دوره البارز في هزيمة الحوثيين وإضعاف نفوذ القوى السياسية الشمالية في الجنوب. فمنذ أن بدأ بكشف ملفات الفساد داخل الحكومة، تحولت النخب الشمالية بما فيها الطبقة المثقفة التي تتبع الإخوان والتي تدعي الحياد والموضوعية في أطروحاتها إلى أدوات للهجوم عليه، بدون أي مبرر، فقط لأن كشفه للفساد هدد المصالح الاقتصادية والسياسية لشبكات النفوذ التي تعتمد على استمرار همينتها.

المفارقة أن هذه النخب الشمالية، التي تهاجم القادة الجنوبيين، لم تبدي نفس الموقف الحاد تجاه شخصيات فاسدة محسوبة على الحكومة اليمنية أو حتى تجاه قيادات حوثية تسببت في الكارثة التي يعيشها الشمال. هذا التناقض يكشف عن تحيزات يمنية متجذرة ضد الجنوب وقياداته، فبينما يتم ملشنة أي إنجاز جنوبي يتم التستر على فشل وتواطؤ القيادات الشمالية خاصة الإخوان المفلسين. فالنجاح العسكري والإداري الذي حققه القائد أبو زرعة كان جزء من مشروع استعادة القرار الجنوبي من الهيمنة التي فُرضت عليه منذ عقود. لقد استطاع أن يحقق إنجازات ملموسة على الأرض، الأمر الذي جعل القوى المناوئة للجنوب وقياداته تعادي ابو زرعة لأسباب تتمثل في دوره الحاسم في هزيمة الحوثيين، فقد كان من بين القادة الذين تمكنوا من تحقيق انتصارات عسكرية كبرى على الحوثيين، في الوقت الذي كان فيه الجيش الوتني عاجز عن التقدم. كما أن موقفه من الفساد داخل الحكومة جعله هدف لحملات التشويه الإخواني في ظل تزايد شعبيته في الجنوب، مما يجعله عقبة أمام أي محاولة لفرض شخصيات غير مقبولة على الجنوب، حيث لم يكن أداة بيدهم، بل تحرك وفق رؤية واضحة لاستعادة حقوق شعب الجنوب، مما جعله خصماً صعباً للنخب اليمنية والتي تريد إبقاء الجنوب تحت هيمنتها الإحتلالية.

أبو زرعة المحرّمي يمثل نموذج للقائد العسكري الذي لم يقتصر دوره على الدفاع عن الجنوب، بل امتد إلى مواجهة الفساد وبناء مؤسسات قوية، وهو الأمر الذي جعله في مرمى النيران الإعلامية والسياسية من خصوم الجنوب. إن حملات التشويه التي يتعرض لها ليست سوى انعكاس للخوف من نجاحه، ومحاولة يائسة لوقف مشروعه في تثبيت أمن وأستقرار الجنوب. ولكن كما أثبتت التجربة، فإن هذه الحملات لن تغير الحقائق على الأرض، ولن تقلل من دوره في رسم ملامح المرحلة القادمة، بل ستزيد من وعي الجنوبيين بحجم التحديات التي تواجه مشروعهم الوطني. فالجنوب، الذي أنجب قادة مثل أبو زرعة، لن يكون لقمة سائغة لمن يحاولون فرض مشاريعهم عليه، وسيظل ماضياً في طريقه نحو تحقيق تطلعات شعبه الوطنية المشروعة بإذن الله.

فيديو