الإخوان والحوثيين واجهه إيران في المنطقة

السياسة - منذ 4 أيام

الدور الإيراني في تأجيج الحرب ضد المجلس الانتقالي الجنوبي

عين الجنوب | تقرير - خاص


دعم إيران الحوثيين عسكرياً ولوجستياً، عبر تهريب الأسلحة والتدريب والتخطيط العملياتي معروف، لكن الأهم من ذلك هو توظيفها شبكة علاقاتها مع تيارات سياسية مختلفة، ومنها الإصلاح وفصيلة الإرهابي لضرب القوى المناوئة للحوثيين، ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي.

التقارير الدولية، ومنها تقارير لجنة الخبراء، أشارت إلى وجود تنسيق بين إيران وأطراف داخل حزب الإصلاح، لا سيما من خلال الدعم الإعلامي المشترك، حيث تعمل قنوات إعلامية ممولة من قطر وتركيا، المعروفة بدعمها للإصلاح، على ترويج دعاية موحدة مع الإعلام الحوثي لتشويه صورة المجلس الانتقالي والقوات الجنوبية في الفترة الآخيرة.

على الأرض، تعكس العمليات العسكرية نوع من التنسيق السري بين الحوثيين والإصلاح في استهداف القوات الجنوبية. فحينما شنت القوات المسلحة الجنوبية عمليات (سهام الشرق) و(سهام الجنوب) لتطهير شبوة وأبين، وجدت نفسها أمام جبهة مزدوجة، حيث استغلت مليشيات الحوثي انشغال المجلس الانتقالي في مواجهة العناصر الإرهابية التابعة للإصلاح لتكثيف هجماتها على جبهات الضالع ولحج. وفي نفس الوقت، كثفت القيادات الإصلاحية ضغوطها السياسية في الحكومة لتعطيل أي قرارات تصب في مصلحة تعزيز الأمن والاستقرار في الجنوب، وذلك عبر زرع عناصر موالية لها في مفاصل الدولة ودعم مجاميع تخريبية لتعطيل أي تحركات نحو فرض السيطرة الكاملة.

تقارير دولية مثل تلك الصادرة عن منظمات بحثية مثل مركز أبحاث الخليج، وثقت تواطؤ قيادات إصلاحية في تسليم أسلحة ومواقع للحوثيين، مما سهل تمددهم في الشمال، بينما بقيت جبهاتهم متماسكة في مواجهة القوات الجنوبية. هذه التقارير أكدت أن إيران وراء دعم هذا التواطؤ لضمان استمرار الفوضى، بما يخدم أهدافها الاستراتيجية في المنطقة، وأهمها إبقاءها ساحة صراع مفتوحة تستخدمها كورقة ضغط في مفاوضاتها الدولية.

مع تزايد المؤشرات على استمرار هذا التخادم في أكثر من محطة ومنصة وموقع، يعمل المجلس الانتقالي الجنوبي على تعزيز استراتيجياته الدفاعية، سياسياً وعسكرياً وإعلامياً، لمواجهة هذه التهديدات. فبينما يعمل المجلس على تقوية شراكته مع التحالف العربي، يجب أن يظل متيقظاً لمخاطر التحالفات التي تحاك من إيران في الخفاء لاستهداف مكتسباته الوطنية والعسكرية، فالتخادم بين الحوثيين والإصلاح تحت المظلة الإيرانية واقع موثق يستدعي مواجهته بوعي سياسي وعسكري. فرغم الإختلاف الظاهري، يبقى العداء المشترك للقضية الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي هدف رئيسي بين هذه الأطراف، مما يتتطلب استراتيجية متكاملة وتعزيز الشراكات مع التحالف العربي والمجتمع الدولي بشكل أقوى للتصدي لها وحماية الجنوب من أي محاولات لضرب استقراره وأمنه القومي.

فيديو