الأمم المتحدة تكشف ملامح الاستقرار المتصاعد في وادي حضرموت

السياسة - منذ 4 ساعات

عين الجنوب||خاص:

بعد التحولات الأخيرة
أكدت تقارير صادرة عن الأمم المتحدة، بما فيها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا، أن وادي حضرموت يشهد حالة متقدمة من الاستقرار الأمني والخدمي، في أعقاب التحولات الأخيرة المرتبطة بالسيطرة على الأرض وإعادة ترتيب إدارة الوضع الأمني داخل المدن والمديريات، في مشهد يعكس تغيرًا ملموسًا في واقع المنطقة مقارنة بالفترات الماضية.
وأوضحت الأمم المتحدة أن الوضع العام في وادي حضرموت يسير باتجاه الاستقرار المتواصل، مؤكدة أن التطورات الميدانية الأخيرة لم تفرز اضطرابات واسعة أو حالة فوضى، بل أسهمت في تثبيت الأمن وتعزيز حالة الطمأنينة لدى السكان. وأشارت التقارير إلى أن المؤشرات الأمنية الحالية تعكس تراجعًا واضحًا في مظاهر التوتر والاختلالات، وهو ما انعكس إيجابًا على الحياة اليومية للمواطنين.
وفي الإطار ذاته، أفادت المنظمة بفرض حظر على حمل السلاح داخل مراكز المدن في وادي حضرموت، ووصفت هذا الإجراء بأنه خطوة تنظيمية تهدف إلى حماية المدنيين والحد من مظاهر العسكرة داخل المناطق السكنية. واعتبرت أن هذا القرار أسهم بشكل مباشر في تعزيز الاستقرار وتهيئة بيئة أكثر أمانًا، بما يدعم عودة الحياة الطبيعية ويحد من مصادر القلق لدى السكان.
كما تطرقت التقارير الأممية إلى ملف النقل الجوي، مشيرة إلى إغلاق مطار سيئون في 11 ديسمبر دون إشعار مسبق من قبل هيئة الطيران المدني، وذلك بدعوى إجراء صيانة عاجلة. وأكدت أن الرحلات الجوية جرى تحويلها إلى مطار المكلا، مع متابعة التطورات لضمان عدم تأثر حركة المدنيين أو العمليات الإنسانية المرتبطة بنقل الإمدادات والكوادر.
وفي الجانب الخدمي، أكدت الأمم المتحدة أن الخدمات الأساسية في وادي حضرموت عادت إلى حد كبير إلى مستوياتها التي كانت عليها قبل التصعيد، بما في ذلك الكهرباء والمياه والخدمات العامة. واعتبرت أن هذا التحسن يمثل عاملًا جوهريًا في دعم الاستقرار المجتمعي، والتخفيف من الأعباء الإنسانية التي عانى منها السكان خلال الفترات السابقة.
وأشارت التقارير كذلك إلى توفر الوقود في جميع مديريات وادي حضرموت، مع تأمين إمدادات الغاز عقب الإفراج عن الشاحنات التي كانت محتجزة في مأرب. ولفتت إلى أن انسيابية الوقود والغاز أسهمت في استقرار الأسواق المحلية وتخفيف الضغوط المعيشية، ما انعكس على مختلف القطاعات الخدمية والاقتصادية.
وفي ختام تقييمها، شددت الأمم المتحدة على أن حركة المدنيين والمساعدات الإنسانية والسلع التجارية داخل حضرموت تسير دون عوائق تُذكر، مؤكدة أن خطوط الإمداد والتنقل ما تزال مفتوحة وتعمل بصورة طبيعية. واعتبرت أن هذا الوضع يعكس تحسنًا واضحًا في البيئة الأمنية واللوجستية، بما يسمح للمنظمات الإنسانية بمواصلة أعمالها وتقديم خدماتها دون عراقيل.
ويقدم هذا التقييم الأممي صورة عامة إيجابية عن وادي حضرموت، حيث يتقاطع الاستقرار الأمني مع تحسن الخدمات وانسيابية الحركة، في مشهد يراه مراقبون خطوة مهمة نحو ترسيخ الأمن وتخفيف المعاناة الإنسانية في واحدة من أهم مناطق الجنوب وأكثرها حساسية.

فيديو