الرياض عاصمة القرار العالمي

تقارير - منذ 1 شهر

دور المملكة العربية السعودية العالمي

عين الجنوب | تقرير - خاص

نمو منقطع النظير لدور المملكة العربية السعودية حيث برزت المملكة الشقيقة كمركز محوري لصياغة القرارات الإقليمية والدولية، مرسخة مكانتها كدولة قادرة على جمع الأضداد، والتأثير في مسار التفاعلات الجيوسياسية العالمية. وجاء استضافتها للقاء بين روسيا والولايات المتحدة ليؤكد أن الرياض أضحت قوة إقليمية فاعلة، تحولت إلى ساحة حوار دولي يعاد فيها رسم ملامح المستقبل السياسي والاقتصادي للعالم.  

إن قدرة المملكة على استقطاب قطبين عالميين بارزين، مثل موسكو وواشنطن، تعد أحد الأمثلة لدورها المتنامي كوسيط استراتيجي يتمتع بالمصداقية، والقدرة على بناء الجسور بين القوى المتصارعة. فبينما يشهد العالم حالة من الاستقطاب الحاد، استطاعت السعودية أن ترسخ نفسها كقوة توازن، تجمع بين المرونة السياسية والحزم الاستراتيجي، مما جعلها محط أنظار القوى العظمى، التي باتت ترى في الرياض مفتاح لحل الأزمات، سواء في الشرق الأوسط أو على الساحة الدولية.  

دور المملكة الفاعل هو نتاج عقود من الدبلوماسية المتزنة، والاستثمارات السياسية العميقة، التي جعلت من السعودية لاعب لا يمكن تجاوزه في الملفات الكبرى. فمن إدارة سوق النفط العالمي عبر {أوبك+} إلى الوساطات السياسية في النزاعات الدولية، أثبتت الرياض أنها تمتلك الأدوات اللازمة لصياغة التوازنات الإقليمية والدولية وفق رؤية عقلانية ومتوازنة. واستضافتها لهذا الاجتماع التاريخي بين روسيا والولايات المتحدة، تأتي لتؤكد أن هناك قرارات باتت تصاغ في الرياض، وليس فقط في العواصم التقليدية مثل واشنطن أو موسكو أو بروكسل.  

المملكة ترجمت سياساتها المتزنة التي تجمع بين حماية المصالح الوطنية، وتعزيز الاستقرار الدولي، والمشاركة الفعالة في صناعة القرار العالمي. فبينما يعاني العالم من أزمات متشابكة، من الحرب في أوكرانيا إلى التحديات الاقتصادية الكبرى، تقدم السعودية نفسها كقوة قادرة على الإسهام في حل الصراعات، وإيجاد مخارج تجنب العالم المزيد من الفوضى والتصعيد بشكل جذري، والذي عكسته التحولات التي شهدتها الدبلوماسية السعودية في السنوات الأخيرة، حيث انتقلت من دور المتلقي للتطورات إلى صانع لها، ومن التفاعل مع الأزمات إلى المبادرة بحلها. فالدبلوماسية السعودية اضحت تمتد من الشرق الأوسط، الى الساحات الدولية، وفيه أصبحت الرياض مركز لصياغة التفاهمات بين القوى العالمية، مستفيدة من مكانتها الاقتصادية، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي، وتحالفاتها القوية لإنهاء الحروب وبناء السلام لشعوب المنطقة والعالم.

فيديو