الذكرى الـ80 للنصر على النازية موسكو تجمع الحلفاء احتفالاً بالنصر الوطني العظيم

تقارير - منذ 16 ساعة

عين الجنوب | تقرير - خاص

تشهد العاصمة الروسية موسكو توافد قادة وزعماء دوليين من مختلف القارات للمشاركة في احتفالات الذكرى الثمانين للنصر على النازية، في مناسبة اتخذت طابعاً وطنياً تاريخياً ملهماً، لتتحول إلى منصة تعكس تحولات عميقة في توازنات النظام الدولي، وصعود تحالفات جديدة تتحدى الهيمنة الغربية التقليدية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبل عدداً من قادة الدول في الكرملين، حيث جرت محادثات ثنائية، وُقعت خلالها اتفاقيات استراتيجية، أبرزها مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي أكد بدوره على عمق العلاقات بين موسكو وكاراكاس، مشيداً بصلابة روسيا في مواجهة العقوبات والضغوط الغربية. وقد وقع الجانبان على مجموعة من الاتفاقيات في مجالات الطاقة، الدفاع، التكنولوجيا، والزراعة، مما يعكس توجه البلدين لبناء نموذج من التعاون العابر للقارات يقوم على السيادة والتنمية المشتركة.

مشاركة الرئيس المنغولي أوخناغين هورالسوخ، ورئيس الكونغو دينيس ساسو نغيسو، والرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، تعزز من رمزية هذا الحدث الذي تحول إلى نقطة التقاء لقادة دول الجنوب العالمي، والذين باتوا يشكلون مع روسيا والصين العملاقين الآسيوين نواة لتحالفات دولية جديدة تسعى إلى إقامة نظام عالمي أكثر توازناً وعدالة والاهم متعدد الاقطاب. كما أن حضور لولا، رئيس واحدة من أكبر الدول اللاتينية في نصف الكرة الجنوبي، يعكس تنامي الوعي بين دول أمريكا اللاتينية بضرورة تنويع الشراكات والتقارب مع قوى توازن النفوذ الأمريكي في المنطقة.

ومن اللافت في هذه المناسبة التاريخية، أن موسكو زُينت بشريط القديس جاورجيوس العملاق، الممتد حتى أسوار الكرملين، في رسالة بصرية قوية تؤكد أن روسيا لا تزال تعتبر نفسها حامية لذاكرة الانتصار العالمي على الفاشية، وتربط بين نضال الماضي والحاضر، في ظل حرب أوكرانيا التي تعتبرها موسكو بأنها امتداد لمعركة تاريخية من أجل الامن القومي لروسيا القيصرية.

أما على الجانب الشعبي والوجداني، فقد أثارت مشاركة حفيد الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر اهتماماً واسعاً، حيث ألقى كلاماً أعرب فيها عن فخره بصمود الشعب الروسي، مؤكداً أن ما يحدث اليوم يعيد للأذهان التحالفات التاريخية المناهضة للاستعمار والهيمنة، وهي رسالة ذات بعد رمزي بالنسبة للعالم العربي، الذي ما زال يتذكر العلاقات التاريخية بين موسكو والقاهرة في الحقبة الناصرية وتأثيرها وأهميتها في المنطقة الى الآن، خاصة في ظل سعي وحاجة نحو عالم متعدد الاقطاب.

الاحتفال لم يكن فقط مناسبة لإحياء ذكرى تاريخية، بل منصة متعددة الأبعاد أعادت التأكيد على أن موسكو لا تزال لاعباً مركزياً في السياسة الدولية، وقادرة على استقطاب الحلفاء من آسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية. لقد ظهرت روسيا خلال المناسبة الوطنية العظمى كقوة قادرة على تشكيل تكتلات سياسية واقتصادية بديلة، تقدم شراكات مبنية على الشراكة والاحترام، وتُحيي خطاباً عالمياً جديداً لا يقوم على الهيمنة بل على التعاون متعدد الأقطاب، يقوده تنين الشرق بقوته الإقتصادية بالشراكة مع روسيا بقوتها العسكرية وبقية دول العالم الصاعدة والناشئة.

فيديو