حرب ممنهجة تستهدف قضية شعب الجنوب واستغلال للمعايير

تقارير - منذ 1 شهر

عين الجنوب | تقرير - خاص.

ازمات تداخلت فيها أجندة داخلية وخارجية وتطورات سياسية واجتماعية، برزت فيها ممارسات إعلامية محلية وخارجية تعكس تناقضاً واضحاً في الخطاب والممارسة، وازدواجية واضحه في المعايير، لاسيما تجاه قضية الجنوب العادلة ومساعي شعب الجنوب نحو استعادة دولته وهويته.

ففي الجنوب، حيث تم الدفع بنازحين بشكل ممنهج لإحداث اضطرابات مسيسة تخدم أعداء الشعب، كان لا بد من اتخاذ موقف حاسم تجلي في بيان الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي والتي عبرت عن رفضها القاطع لاستخدام حق التظاهر كوسيلة للنيل من القضية الجنوبية والتشويش عليها عبر اثارة الاضطرابات محذرة من توظيفها لخدمة أجندات معادية تصب في مصلحة القوى التي تسعى لإفشال المشروع التحرري الجنوبي وحاملة السياسي المفوض شعبياً ممثلاً بالمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي. ويأتي هذا الموقف في سياق الالتزام الثابت بارادة شعب الجنوب الوطنية الراسخة والتي ترفض محاولات استغلال هذه الدعوات وحرف مسارها لضرب الأمن الاجتماعي وإرباك المسار السياسي الجنوبي.

بالتوازي، عبّرت الهيئة الوطنية للإعلام الجنوبي في اجتماعها الدوري عن التزامها الراسخ تجاه السلم الداخلي محذرة من محاولات حرف بوصلة حرية التعبير، واستخدام هذا المناخ الإيجابي كغطاء للهجوم على المؤسسات الجنوبية ومحاولة تقويض المشروع الجنوبي التحرري مثلتها الحملة المنظمة التي تستهدف قناة عدن المستقلة، باعتبارها امتداداً لحملات سابقة تهدف لضرب الصوت الجنوبي وتشويهه.

أن هذه الأحداث تلتقي جوهرياً مع ما صرحت به مارغريتا سيمونيان، حين انتقدت بشدة ازدواجية المعايير في التعامل مع وسائل الإعلام. وأشارت إلى أن المنصات الغربية التي ترفع شعار الدفاع عن حرية التعبير، أقدمت في الواقع على حظر حساباتها الشخصية فقط لأنها تمثل صوتاً إعلامياً مختلفاً عن الرواية السائدة لبعض القوى، في حين تتسامح تلك المنصات مع خطاب التحريض والتضليل حين يصب في مصلحة سياساتها.

إن المشهد الإعلامي، بما فيه من محاولات استهداف وحملات تشويه، يشكّل مرآة لواقع يعيشه الإعلام الجنوبي، إذ يُستهدف لمجرد تبنيه موقفاً وطنياً يعكس تطلعات شعب الجنوب باكمله في السيادة والاستقلال كحق مشروع وعادل وقانوني. ولكن يبدو انه كما يتم الهجوم على مؤسسات اعلامية وطنية في دول اخرى،، كذلك يتعرض الإعلام الجنوبي لهجوم ممنهج، سواء من قبل اعداء الداخل أو من خلال التواطؤ الإعلامي الذي يعكس انحيازاً سياسياً واضحاً، وازدواجية في التعامل تتكشف اكثر فأكثر.

إن ازدواجية النظم الدولية، والتي سلطت الضوء عليها سيمونيان، تفضح التناقض القائم بين الشعارات والممارسات الفعلية المفضوحة، وهو ما تعاني منه أيضاً الأصوات الجنوبية الحرة التي تُستهدف حين تعبر عن حق شعب الجنوب وتمسكها بالثوابت الوطنية. هذه الممارسات تضع علامات استفهام كبرى حول صدقية الخطاب الخارجي بشأن مزاعم الحقوق، خاصة حين يُمارَس الصمت أو التجاهل التام تجاه الانتهاكات والحملات التي يتعرض لها الإعلام الجنوبي، بينما يتم تمكين اعداء شعب بأكمله باستخدام نفس المعيار وهو ما يعبر عن ازدواجية واضحه ومرفوضه في ان واحد.

في ضوء هذه المعطيات، يصبح وضع ضوابط واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والتي تحفظ السلم وتمنع الاستغلال والازدواجية التي تخدم أجندة قوى الاعداء ضرورة وجودية. كما ان التمسك الثابت والدفاع عن الإعلام الجنوبي يعد ضرورة أخلاقية ووطنية، باعتبار قناة عدن المستقلة ببرامجها واخبارها وكادرها المتفاني، مؤسسة جنوبية اعلامية متميزة وخالصة، وصرحاً جنوبياً حراً يمثل صوت كل جنوبي نحو نقل الحقيقة، كونها أداة إعلامية استراتيجية في معركة شعبنا الجنوبي نحو استعادة الدولة. وعلى الجهات المتورطة وادواتها أن تعيد النظر في موقفها المزعزع والبائس، وتكف عن التماهي مع منابر التحريض والفتنه، فالجنوب بشعبه وقيادته ومؤسساته الاعلامية يتبني موقفاً شعبياً يستند على ثوابت وطنية لا تقبل المساومة.

فيديو