المعركة المزدوجة للأمن الجنوبي بين الميدان والإعلام

الجنوب - منذ 1 شهر

عين الجنوب | تقرير - خاص



تبرز العاصمة عدن كساحة لمعركة وطنية تتجاوز المواجهات المسلحة التقليدية إلى حرب أكثر تعقيداً تمتد إلى الفضاء الإلكتروني والوعي الجمعي. هذه المعركة المزدوجة التي يخوضها الجنوب عبر قوات الحزام الامني في العاصمة بقيادة القائد العميد جلال الربيعي تطرح أسئلة جوهرية حول طبيعة التحديات الأمنية في القرن الحادي والعشرين. 

خاصة وان هناك وجود نمط متكرر في توقيت الحملات الإعلامية المعادية، حيث تتصاعد وتيرتها بشكل ملحوظ بعد كل عملية أمنية ناجحة وتقدم. هذا التزامن يعكس إستراتيجية مدروسة تهدف إلى تقويض المكاسب الأمنية عبر التأثير في الرأي العام. في ظل وجود غرف عمليات إعلامية منظمة معادية تعمل على مدار الساعة لإنتاج ونشر المضامين المضللة، مستغلة شبكة اعلامية من الحسابات الوهمية المعادية والقنوات الفضائية الممولة من الخارج.

في الجانب الميداني، حققت قوات الحزام الأمني سلسلة من الإنجازات النوعية التي غيرت خريطة التهديدات الأمنية في العاصمة عدن. عمليات مداهمة أوكار تهريب المخدرات، وتفكيك الخلايا الإرهابية النائمة، وضبط شحنات الأسلحة غير المشروعة، تشكل مجتمعة ضربات، ضبطية واستباقية أثرت بشكل كبير على قدرات التنظيمات المعادية. التقارير اليومية للعمليات الامنية الضبطية والإستباقية هي مؤشر واضح على فاعلية الأداء الأمني الجنوبي.

لكن هذه النجاحات الميدانية الامنية واجهت حملات تشويه ممنهجة حاولت تشويه صورة ابطال الامن الجنوبي، والعمليات الأمنية الدقيقة، تحليل المحتوى الإعلامي المعادي يكشف عن استخدام ممنهج لآليات التضليل الإعلامي، من خلال اختلاق وقائع غير حقيقية، وتشويه نمطي للقيادات الامنية بغرض اثارة الفتنة او تفتيت النسيج الاجتماعي الجنوبي، او ضرب الثقة وفيه تستخدم لغة عاطفية تحريضية مغرضة ومزيفة.

هذه الآليات لا تختلف جوهرياً عن تلك المستخدمة في الحروب التي شهدتها عدة دول. التجربة المصرية في سيناء، والكولومبية في مواجهة الكارتلات، والجزائرية خلال العشرية السوداء، تثبت أن نمط الحرب الإعلامية هذا أصبح سمة مشتركة في مواجهة الدول للتنظيمات الإرهابية والعصابات المنظمة، وشبكات تهريب وترويج المخدرات.

في السياق الاقليمي، تقدم تجربة وزارة الداخلية السعودية في الحرب على المخدرات نموذجاً للتعامل الشامل مع هذه التحديات اليومية. الإنجازات الأمنية الكبيرة التي أعلنت عنها الوزارة، والتي شملت ضبط ملايين الأقراص المخدرة وضبط المئات من المهربين، لم تكن منعزلة عن خطة إعلامية موازية تشمل التوعية والكشف، والتوثيق والإشراك المجتمعي في عمليات الرصد والإبلاغ.

في المقابل الأمن الجنوبي، مثلته الأحزمة الأمنية وقوات دفاع شبوة والنخبة الحضرمية حققت نجاح مشهود، ولعل الإجابة حول كيف كان الوضع قبل تواجد هذه المؤسسات الامنية الجنوبية وما بعد تأسيسها وتحملها مسؤولية الامن الجنوبي، بكل تأكيد هناك دور الكبير وجهد وتضحيات جسيمة صنعت هذا الاستقرار، ومن هذا المنطلق الحملات الاعلامية المغرضة التي تستهدف قيادات أمنية، خاصة في منطقة تعد ثقل الجنوب السياسي كالعاصمة عدن لا تعد اكثر من كونها محاولة لقلب الحقائق وتزييف الوقائع، وضرب الأمن الجنوبي وإنجازاته من خلال استهداف قيادته، كالقائد العميد جلال الربيعي، وبإفتراض انه تم السكوت عن هذا الاستهداف من المؤكد لن تتوقف الحملات التشويهيه عند القائد العميد جلال الربيعي، بل الإستهداف شامل لكل جنوبي، لكن النمط المتبع يتبابن من عام او تركيزي متسلسل، تارة القيادة السياسية ممثلة بالرئيس القائد الزُبيدي، وتاره المشروع الجنوبي من خلال استهداف المجلس الانتقالي الجنوبي، بل وامتدت لتشويه الشعب الجنوبي بأكمله، كما أن المستقبل الأمني في منطقة تحمل روح كل جنوبي كالعاصمة عدن قد حددته قدرة المؤسسة الامنية في خوضها هذه المعركة الوطنية بكل جدارة ونجاح شهدته اليقظة العالية والاستقرار الملحوظ في العاصمة والتي انعكست على الجنوب برمته في مشهد تكاملي لدور المؤسسة الامنية الجنوبية وقياداتها السياسية التي أخذت على عاتقها مسؤولية كبيرة تجاه الجنوب وشعبه ومشروعه العادل بكل جدارة واقتدار، والدفاع عن هذا التكامل والتماسك الجنوبي قيادياً وشعبياً ومؤسساتياً حتماً مسؤولية كل جنوبي.

فيديو