تخادم الاخوان والحوثيين في زعزعة استقرار حضرموت

تقارير - منذ 1 يوم

عين الجنوب | تقرير - خاص


في خضم السخط في حضرموت على وجه الخصوص، تتعرض المحافظة اليوم لوضع معقد ومركّب من محاولات زعزعة الأمن والاستقرار، تقف خلفها أجندات متعددة، تتقاطع مصالحها عند هدف واحد: تقويض مؤسسات الدولة الجنوبية، وضرب مكتسباته الأمنية والخدمية والاجتماعية.


من جهة، تبرز جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، التي وإن تراجعت عسكرياً في معظم محافظات الجنوب جراء عمليات القوات المسلحة الجنوبية (سهام الشرق) التي اجتثت الإرهاب، لا يزال فرع الجماعة ينشط عبر أدواته السياسية والإعلامية، ويسعى لتأجيج الشارع وتوظيف معاناة المواطنين في محاولة استعادة النفوذ. هذا التيار، الذي أثبتت تجارب الماضي أنه لا يؤمن بمؤسسات الدولة، يحاول اليوم اللعب على وتر الاحتجاجات الشعبية المشروعة، مدعياً الوقوف مع مطالب الناس، بينما هدفه الحقيقي هو خلق حالة فراغ أمني تمكّنه من بث ادواته واعادة التموضع داخل حضرموت.

في ذات السياق، تتسرب الأجندات الحوثية والاخوانية إلى مشهد المحافظة من بوابات متعددة، عبر خلايا نائمة وأصوات مأجورة تعمل على بث خطاب يائس يساوي بين الضحية والجلاد، في مسعى لاستهداف القوات الأمنية الجنوبية، رغم أنها نفسها تتعرض لحصار سياسي واقتصادي كما هو حال المواطن. بينما ميليشيات الحوثي، وإن لم يكونوا ظاهرين على الأرض، إلا أن بصماتهم الاعلامية واضحة في محاولات ضرب الثقة بين المواطن والمؤسسة الأمنية، والتشكيك المستمر في دور النخبة الحضرمية وأجهزة الأمن الجنوبية.

الإرهاب والتخريب والتهريب، كأداة استخدمت مرارًا لضرب حضرموت والجنوب، يعاود الظهور بأساليب مختلفة، من خلال عمليات ممنهجة من الحصار الاقتصادي، والتضليل الإعلامي والتخريب، في العاصمة عدن حصل محاولات حرف المطالب لاستهداف الامن الجنوبي، علاوة على ضبط افراد وجماعات تخريبية مثل سرقة او اتلاف شبكات الكهرباء، وخطوط نقل الطاقة، إضافة إلى استهداف رجال الامن والنخبة في حضرموت مؤخراً. هذه العمليات لا تحدث في فراغ، بل تأتي في توقيت يتقاطع مع تصاعد الاحتجاجات، ما يكشف وجود تنسيق خفي بين أدوات الإرهاب وأطراف سياسية معروفة بتوظيف العنف لفرض أجندتها.

في خضم كل ذلك، تُستخدم أدوات إعلامية موالية لتلك التيارات كمطابخ لتزييف الوعي، تعمل ليل نهار على تحويل المطالب المشروعة للمواطنين إلى حملات ضد الأجهزة الأمنية والنخبة، في محاولة لفصل الشارع عن مؤسساته، وضرب العلاقة التاريخية بين الناس والنخبة الحضرمية. يتم قلب الادوار وحرفها، في حين أن الحقيقة اثبتت القوات الأمنية والنخبة كانت ولا تزال تقف صفًا واحدًا مع أبناء حضرموت، وتشاركهم معاناتهم، وتدافع عن حقهم في الحياة الكريمة.

ما يجري أيضًا هو تضييق اقتصادي ممنهج. الوقود لا يصل إلى محطات الكهرباء، الدعم مفقود، الرواتب متأخرة، والموارد تُنهب او يتم التقطع عليها من قبل محموعات قبلية بعيدًا عن أبناء المحافظة. هذا التجويع ليس وليد عجز إداري، بل جزء من سياسة تُمارَس عمدًا لضرب امن حضرموت، ودفعها إلى حافة الصدام، كي تكون لقمة سائغة في فم المشاريع اليمنية المعادية.

وسط كل هذه التحديات، يجب أن تكون الصورة واضحة لأبناء حضرموت: الأجهزة الأمنية هي سند حقيقي في معركتكم من أجل الحقوق والخدمات والاستقرار. النخبة الحضرمية والأجهزة الامنية التي قدمت الشهداء وسهرت على حماية الساحل، لا يمكن أن تكون هدفًا لغضب الشارع، بل ينبغي أن تكون الحليف الأول في مواجهة أدوات الفوضى والارهاب.

الأصوات التي تحرم من وقودها، وتمنع عنها حقوقها، وتستثمر في عذابات الناس، هي من تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الواقع المتردي. أما من يقف على خطوط النار لحمايتكم على امتداد حدود الجنوب وفي المدن وداخلها، فلا يجب أن يكون ضحية حملات تضليل إعلامي مأجور، ولا هدفًا لمخططات إخوانية سياسية مفضوحة.

حضرموت بحاجة إلى وعي، ووقوف جماعي في وجه من يتربص بها، وبأمنها، وثرواتها، ومؤسساتها الامنية. ما بين مطالب الناس المشروعة، وأجندات الهدم، الوعي اساسي في هذه المرحلة، حتى لا نخسر ما تبقى من استقرارنا في خضم المؤامرات التي تحيط بحضرموت على وجه الخصوص.

فيديو