تحليل :تقارب القوى الشمالية يظهر التواطؤ الإخواني ويحتم علينا كجنوبيين توحيد الصفوف في هذه المرحلة السياسية الحساسة..

تقارير - منذ ساعتان

خاص || عين الجنوب:
تمر الساحة السياسية في الجنوب بمرحلة دقيقة تتسم بتعقيد المشهد وتداخل العوامل المحلية والإقليمية في وقت تتسارع فيه التحركات السياسية بشكل لافت ما يعكس حجم التحديات التي تواجه القضية الجنوبية في هذه المرحلة المفصلية بعد مسيرة طويلة من النضال والتضحيات التي قدمها أبناء الجنوب دفاعا عن حقوقهم وهويتهم

ويبرز خلال الفترة الأخيرة تقارب واضح بين المكونات السياسية في المحافظات الشمالية بعد سنوات من الخلافات والانقسامات التي أنهكتها وهو تقارب يثير الكثير من علامات الاستفهام حول خلفياته الحقيقية خاصة مع تزامنه مع متغيرات ميدانية وسياسية شهدها الجنوب خلال الأعوام الماضية

ويرى مراقبون أن هذا التقارب جاء نتيجة شعور تلك القوى بفقدان نفوذها ومصالحها في الجنوب بعد تحرير عدد من المحافظات وما تبع ذلك من تراجع حضورها السياسي والاقتصادي الأمر الذي دفعها إلى تجاوز خلافاتها السابقة والبحث عن صيغة موحدة تمكنها من العودة إلى المشهد من جديد

وتسود في الأوساط الجنوبية مخاوف متزايدة من أن يكون هذا التوحد موجها بشكل مباشر ضد الجنوب وقضيته العادلة في محاولة لإعادة فرض واقع سياسي قديم بوسائل جديدة تستند إلى العمل المنظم والتحالفات السياسية بدل المواجهة المباشرة

وفي مقابل هذه التحركات تتعالى الأصوات الجنوبية المطالبة بتوحيد الصف الجنوبي وتعزيز التماسك الداخلي باعتباره خط الدفاع الأول في مواجهة أي مخططات تستهدف النيل من مكتسبات الجنوب أو الالتفاف على تطلعات شعبه

ويؤكد ناشطون وسياسيون جنوبيون أن المرحلة الراهنة لا تحتمل المزيد من الانقسامات أو الخلافات الجانبية وأن المسؤولية الوطنية تفرض على الجميع تقديم المصلحة العامة والعمل ضمن إطار جامع يعبر عن إرادة أبناء الجنوب ويحمي تضحياتهم

كما يشدد كثيرون على أن بناء مشروع سياسي جنوبي قوي ومتماسك أصبح ضرورة ملحة لمواجهة التحديات القادمة وضمان عدم ضياع ما تحقق من إنجازات بفضل دماء الشهداء وصمود الأبطال

وفي ظل هذا الواقع المعقد يبقى الجنوب أمام مفترق طرق يتطلب وعيا سياسيا عميقا واستعدادا شاملا للتعامل مع المتغيرات بحكمة وحزم بما يضمن الحفاظ على القضية الجنوبية وحماية مستقبل الأجيال القادمة.

فيديو