"نيويورك تايمز": بوتين يخرج من ألاسكا بأعظم هدية على الإطلاق

أخبار دولية - منذ 4 أيام

عين الجنوب|| وكالات:

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن فشل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا جعل ترحيبه الحار بالزعيم الروسي فلاديمير بوتين أكثر إثارة للإعجاب.


وأضافت الصحيفة أنه في الأوقات العادية، قد يكون فشل زعيمي أكبر قوتين نوويتين في العالم في التوصل إلى اتفاق لإنهاء صراع وحشي استمر 3 سنوات في قلب أوروبا مدعاةً لليأس.


لكن بالنسبة للأوكرانيين وجيرانهم الأوروبيين، كان انهيار المحادثات بين الرئيس ترامب والرئيس فلاديمير بوتين بعد أقل من 3 ساعات ونصف بمثابة شعور بالارتياح.


ورغم يأسهم الشديد لإنهاء الموت والدمار، إلا أن أعمق مخاوفهم كان أن يستسلم ترامب لمطالب الرئيس الروسي الإقليمية، ويُجبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على خيار مؤلم بين التخلّي عن أكثر من 20% من بلاده أو رفض اتفاق سلام يخشى أن يكون كأسًا مسمومة.

وعلى الرغم من أن زيلينسكي قد يضطر إلى اتخاذ هذا الخيار، لكن ترامب انطلق من ألاسكا، قبل الموعد المحدد، دون أن يحقق الخطوة الأولى الأساسية؛ ألا وهي وقف إطلاق نار مؤقت يسمح بإجراء المزيد من المفاوضات. 


وبحسب الصحيفة، بينما صعد بوتين وترامب على متن طائرتيهما وطارا في اتجاهين مختلفين، لم يكن واضحًا ما إذا كانا يُظهران وجهًا أفضل للفشل، أم أنهما يتحفّظان فقط بشأن التوصل إلى اتفاق على مسار للمضي قدمًا. 


وفي حين أصرّ بوتين على أنه "بالمضي قدمًا في هذا المسار، يُمكننا الوصول - وكلما كان ذلك أسرع كان ذلك أفضل - إلى نهاية للصراع في أوكرانيا".


لكنه لم يُفصّل المسار، لم يكن ترامب أكثر تحديدًا؛ حيث قال في مقابلة لاحقة مع شون هانيتي من قناة "فوكس نيوز" إن المسؤولية تقع، الآن، على عاتق زيلينسكي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. 


وتابعت الصحيفة أنه حتى لو لم يُقدّم ترامب أي تنازلات بشأن الأراضي الأوكرانية، فلا شك أنه ترك زيلينسكي قلقًا بشأن كيفية تعامله مع الزعيم الروسي. 


وبينما تحدث ترامب بإيجابية عن بوتين، مُطلقًا عليه اسم "فلاديمير"، ومُعربًا عن تعاطفه مع انشغال كليهما بالتحقيق الأمريكي في تدخل روسيا في انتخابات العام 2016، قال ترامب: "كنا سنفعل الكثير من الأشياء الجيدة، لكننا واجهنا خدعة روسيا، روسيا، روسيا".


ووفق "نيويورك تايمز" فإنه إذ كان يشير هنا إلى التحقيقات في تواطؤ حملته الانتخابية للعام 2016 مع روسيا، وإلى نتائج تحقيقات مستشار خاص ولجنة من الحزبين في مجلس الشيوخ، والتي خلصت إلى أن روسيا تدخلت في الانتخابات على أمل مساعدته على الفوز.


وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة كانت واحدة من الدول الغربية القليلة التي يمكن لبوتين زيارتها دون المخاطرة بالاعتقال.


ولفتت إلى أن ترامب ضخّم مكانة روسيا في النظام العالمي حيث قال: "نحن رقم 1 وهم رقم 2 في العالم"، وهي وجهة نظر قد تُعارضها القيادة الصينية، إلى جانب معظم الاقتصاديين والإستراتيجيين العالميين.


وأكدت على أن القمة خلت من أي مناقشة علنية للعقوبات الثانوية على الدول التي تشتري النفط الروسي؛ حيث ولّت المواعيد النهائية التي حددها ترامب سابقًا، بما فيها موعد انقضى الأسبوع الماضي، لروسيا للدخول في وقف إطلاق نار دائم. 


وأردفت: "بابتسامات ومصافحات ولقاء شخصي، بدّد بوتين كلام ترامب عن "عواقب وخيمة" في حال انتهاء الاجتماع دون وقف الأعمال العدائية".


واعتبرت أن "الأهم من ذلك كله، اختفى أي أثر لوضع بوتين كشخصية منبوذة دوليًا، كزعيم لم يستطع زيارة معظم الدول الأوروبية خوفًا من أن يُحتجز من قِبل مسؤولين يعملون بموجب مذكرة التوقيف الصادرة بحقه بسبب طريقة إدارته للحرب في أوكرانيا".


وفي الواقع، تقول الصحيفة: "خرج بوتين بأعظم هدية على الإطلاق: عودته إلى مجتمع قادة العالم؛ إذ إنه ومنذ بداية اليوم، وبعد أن هبطت طائرته فوق الأراضي الروسية السابقة، وهبطت في قاعدة جوية أمريكية رئيسة، حيث كانت مقاتلات إف-22 مصطفة جنبًا إلى جنب، بدا وكأنه المسيطر.


وأضافت: "رغم أنه قد تمر أيام قبل أن نسمع عن الخطوات نحو اتفاق ما؛ لكن في غضون ذلك، حقق بوتين هدفًا حربيًا رئيسًا؛ لقد خرج من إطار الديكتاتورية الخاضعة للعقوبات، واستقبله رئيس الولايات المتحدة كصانع سلام". 



وتابعت: "في حين كسب الوقت؛ حيث خفّف من حدة الحديث عن عقوبات على قطاعه النفطي". 


وختمت: "لم يتنازل عن شيء، وبينما ليس واضحًا إلى متى سينجح أي من ذلك، لكنها كانت دبلوماسية مثيرة للإعجاب في أقل من 4 ساعات على الأراضي الأمريكية".

وكالات 

فيديو