مسرحية قادمون يا صنعاء من قبل الإخوان .. استنزاف التحالف وصناعة الانتصارات الوهمية

السياسة - منذ 3 ساعات

عين الجنوب | خاص:

على مدى عقد من الزمان، وجماعة الإخوان تتأهب لتحرير صنعاء وتعدّ الحشود وتعقد الصفقات تحت وهمٍ كاذب يتمثل في شعار “قادمون يا صنعاء”. فجيوش الشمال وميليشيا الإخوان في مأرب والمخا وتعز تفوق ميليشيا الحوثي عدداً وعدّة، فلماذا لم تتقدم نحو صنعاء؟ فقد قدّم التحالف العربي ما بوسعه من سلاح وعتاد ومال لجيش متكامل، إلا أن جماعة الإخوان في مأرب تستخدم هذا الجيش للاستعراضات فقط وإرسال الصور لدول التحالف، بينما لا توجد أي نية لتحرير صنعاء أو تحقيق تقدم على الأرض، وإنما هروبٌ مفتعل وتسليمٌ متعمد للمعدات والأسلحة التي يستثمرها الحوثي كانتصارات على التحالف.

فالمال الذي صرفته السعودية والإمارات في مأرب وتعز بلغ المليارات، وكان كافياً لتحرير قارة إفريقيا، إلا أن الإخوان استثمروه في بناء فنادق ومنتجعات في القاهرة وإسطنبول ولندن. فلماذا لم تتوجه هذه الميليشيات نحو صنعاء بدل الاستقواء على تعز التي تتعرض يومياً لاغتيالات واعتقالات وانتهاكات متكررة من قبل ميليشيات الجماعة، بينما الخصم الحقيقي في صنعاء يقتل ويسجن وينتهك ويظلم ويستولي على الممتلكات والأعراض؟

فالمال الذي استلمته جماعة الإخوان كان لتحرير صنعاء، وليس للاستقواء على أبناء تعز. فما الذي تريده الجماعة من هذا التسويف والمماطلة ورفض أي تقدم نحو صنعاء؟ هل استقرت هذه الجماعة في مأرب وقررت بناء إمبراطوريتها من التكسب غير المشروع واستنزاف التحالف تحت ذريعة ووهم تحرير صنعاء؟ فصنعاء على مرمى حجر من مأرب!

والسؤال الذي يثير الحيرة: لماذا سكت التحالف عن هذه الجماعة وهي تستنزفه يومياً وتطالب بمزيد من الدعم لمزيد من الاستثمارات في الخارج، مع غياب تام لأي نية للتحرير؟ بل تدعم جماعة الحوثي وتسلّمها ألوية ومدرعات وآليات يظهرها الحوثي في إعلامه كغنائم حرب وانتصارات على ما يسميه “تحالف العدوان”.

فهذه التمثيليات المفضوحة التي تمارسها جماعة الإخوان مع الحوثي بتناغم مكشوف، أكّدتها مواقف الإخوان في صناعة الانتصارات الوهمية للحوثي، كالهروب المفتعل عند دخول صنعاء. فقد كانت الجماعة قادرة على دحر الحوثيين الذين لم يكونوا يملكون سوى أسلحة خفيفة وعدد لا يتجاوز مئة شخص، بينما كانت تمتلك لواء مدرعاً كاملاً ودبابات ومدافع وأسلحة ثقيلة، بل تركت دولة عفاش تحت تصرفها.

فلماذا تركت صنعاء للحوثي، تاركةً سلاحها وأموالها وجيشها لغلمان مرّان؟ ومن مأرب تتكرر نفس التمثيليات والمسرحيات والهروب المصطنع والضجيج الإعلامي، بينما الواقع يكشف تخادماً حوثياً إخوانياً واستنزافاً مالياً للتحالف، ورضى واضحاً بمشروع الحوثي وصناعة انتصارات وهمية لجماعته.

فهل يدرك التحالف هذه المسرحيات التي سيطول أمدها؟ ولا شك أنها مجرد عروض بلا نهاية، لن تحرر أرضاً ولن تبني وطناً.

فيديو