أدوات إيران التخريبية في اليمن

تقارير - منذ 2 سنة

أدوات إيران التخريبية في اليمن.. تحليق حوثي بأجنحة الحرس الثوري وحزب الله   عين الجنوب ، محمد يحيى [caption id="attachment_6457" align="alignnone" width="276"]أدوات #إيران التخريبية في اليمن.. تحليق حوثي بأجنحة الحرس الثوري وحزب الله أدوات إيران التخريبية في اليمن.. تحليق حوثي بأجنحة الحرس الثوري وحزب الله[/caption] "عدد قليل من المستشارين من الحرس الثوري لا يتجاوز عددهم أصابع اليد في اليمن" ذلك ما كشفه رستم قاسمي المساعد الاقتصادي لقائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، العام الماضي2021، مضيفا في حديث لقناة RT "قدمنا استشارات عسكرية، وكل ما يمتلكه (الحوثيون) من أسلحة هو بفضل مساعداتنا، نحن ساعدناهم في تكنولوجيا صناعة السلاح، لكن صناعة الطائرات المسيرة والصواريخ تتم في اليمن، هم يصنعونها بأنفسهم". كانت استراتيجية إيران هي الوصول إلى اليمن لتكون قريبة من دول الخليج الغنية، فكان الحوثيون أداتها لمثل هذه الاستراتيجية، وكان الحرس الثوري وحزب الله هما حلقة الوصل مع ذراعها في اليمن. ظهر ارتباط مليشيا الحوثي بالحرس الثوري الإيراني في وقت مبكر إبان حربهم مع الدولة في معقل الجماعة في صعدة، إذ كانت عناصر من الحرس الثوري تعمل في السفارة الإيرانية بصنعاء، مثل عبدالرضا شهلائي وحسن إيرلو، اضافة إلى قاسم سليماني قائد الحرس الثوري السابق الذي راجت أنباء عن وجوده في اليمن بعد انطلاق عاصفة الحزم ضد الحوثيين عام 2015، وكان له الدور الأهم لرسم خارطة العمليات العسكرية في العراق وسوريا واليمن، لذلك كان التدريب والخبرات العسكرية والأدبيات التي عملت عليها مليشيا الحوثي نسخة مكررة للحرس الثوري الإيراني. ورغم أن العلاقة العسكرية بين الحرس الثوري والحوثيين قديمة إلا أنها ظلت غير ظاهرة، لكنها بدأت بالانكشاف أكثر في عام 2013 عندما كثّف الحرس الثوري الإيراني من عملية تهريب السلاح والخبراء للحوثيين. ومع انطلاق عاصفة الحزم بدعم من التحالف العربي، بدأت إيران في زيادة الدعم العسكري لمليشيا الحوثي الإرهابية، سواء عبر إمدادات السلاح أو التدريب والخبرات والاستشارات من خلال "فيلق القدس" الذراع الخارجية للحرس الثوري، أو عبر عناصر "حزب الله". دربت طهران عددا من القيادات العسكرية لمليشيا الحوثي على استخدام الطائرات بدون طيار داخل حدودها، بما في ذلك قاعدة كاشان بالقرب من مدينة أصفهان، كما أرسلت الى اليمن خبراء عسكريين وفنيين من الحرس الثوري وحزب الله، لتدريب الحوثيين على تركيب الأسلحة وتعديل وتطوير بعض الأسلحة كالنسخ المعدلة من الصواريخ الإيرانية. ومن خلال "فيلق القدس" الذراع الخارجية لحرسها الثوري، زودت إيران الحوثيين بتكنولوجيا الأسلحة، عبر التهريب البحري من المواني الإيرانية، إذ لا يستخدم فيلق القدس الجسور الجوية والبرية لنقل الأسلحة والعتاد إلى اليمن، بل يستخدم العديد من طرق التهريب البحرية، لنقل أنظمة الأسلحة التي تم تفكيكها في إيران، ونقلها في قوارب إلى المياه الإقليمية اليمنية أو من خلال سواحل القرن الإفريقي. أما "حزب الله" فهو الأداة الكبرى التي استثمرتها إيران لتنفيذ أجندتها وتأجيج الاضطرابات وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وذراعها العسكرية التي استخدمتها لإحكام سيطرتها على اليمن مثلما استخدمتها في لبنان وسوريا والعراق لإثارة القلاقل داخلها. وبات الدور التخريبي لحزب الله في اليمن معلوماً لدى الجميع، باعتبار هذا الحزب الإرهابي أداة للنظام الإيراني لزعزعة الاستقرار في المنطقة، والتدخل في شؤونها الداخلية وإثارة الصراعات الطائفية. ويعد نشاط القيادي في حزب الله “هيثم علي طبطبائي” قائد القوات الخاصة التابعة للحزب في اليمن وسوريا، جزءًا من جهود حزب الله وإيران المكثفة لتوفير التدريب، والمعدات، والقوى البشرية؛ لدعم عمليات تقويض الاستقرار في المنطقة، فقد عمل “طبطبائي” المصنف كإرهابي عالمي من نوع خاص، على إنشاء نظام دفاع شخصي حول زعيم المليشيا الحوثية “عبدالملك الحوثي”. وتشير تقارير دولية إلى أن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، لعب دورًا محوريًا في دعم الحوثيين عسكريًا منذ منتصف عام 2015، فكانت البداية بتدريبهم على قصف أهداف على الحدود السعودية اليمنية، بقذائف هاون وصواريخ كاتيوشا، قبل أن تتطور الأسلحة التي يتم استخدامها في تلك الممارسات العدوانية، لتصبح أطول مدى وذات شحنات متفجرة أكثر قوة. ويعمل الحوثيون وحزب الله على إنجاح المشروع الإيراني، ودور حزب الله التخريبي في اليمن متعدد الأوجه، فهو ليس قوة إرهابية مقاتلة فحسب؛ بل لعب دوراً في صفقات السلاح، وفي معسكرات التدريب، وفي ما يسمى "التصنيع الحربي". وبدأ حزب الله منذ العام 2015 بدعم من النظام الإيراني في إرسال عدد من عناصره تحت مسمى "خبراء" لتدريب الحوثيين، وثبت تورطه بتقديم الدعم الشامل للحوثيين في عديد من المجالات مستفيدا من تجربته في سوريا، اذ عمل على تطوير تكتيكات الحوثيين العسكرية، ومساعدتهم في تجميع واستخدام وصيانة الصواريخ وطائرات "الدرونز"، والتدريب على استخدام العبوات والصواريخ المضادة، وأيضًا في مجال الإعلام الحربي. وتدعم طهران علانية الحوثيين في حربهم ضد اليمنيين، لكنها دائماً ما تنفي تزويدهم بالسلاح الإيراني، على الرغم من الأدلة التي تثبت تورطها بدعمهم بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة. وبحسب تقرير لمركز مكافحة الإرهاب في أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية الأمريكية نشر مؤخرا، فإن ضابطاً من الحرس الثوري الإيراني، يلقب بـ"المساعد الجهادي" يشكل مع نائبه (عنصر من حزب الله اللبناني) وعبدالملك الحوثي ثالوثا في قلب آلة الحوثيين العسكرية، إذ يقوم المساعد الجهادي بتقديم المشورة لزعيم مليشيا الحوثي في مسار الأعمال العسكرية، كما أنه يشارك في اتخاذ القرارات العسكرية للحوثيين مثل الدخول في وقف إطلاق النار أو الخروج منه، أو شن هجمات استراتيجية على دول الخليج العربي. ويتساءل السياسي اليمني ياسين سعيد نعمان: هل يتعلم الحوثيون مما يجري في المنطقة وفي العالم من تغيرات؟ مضيفاً، في منشور على صفحته بالفيس بوك، بأن الحوثي الذي حلق بأجنحة حزب الله والحرس الثوري الإيراني فوق الشعب اليمني، لا بد أن يعي أن هذه الأجنحة قد أخذت تتكسر، وأن تلك هي مسارات التاريخ التي لا يمكن أن تضبط حركتها وفقاً لحاجة الظواهر الشاذة.. ويؤكد نعمان بأنه يأتي وقت تصدم في مسارها بمثل هذه الظواهر التي لا تعد سوى حالات طارئة في حياة البشر، لا تلبث أن تزيحها من الطريق أو تعيد بناءها في الاتجاه الصحيح.  

[عين الجنوب]

فيديو