أنور الرشيد

إذا عرف السبب الجنوبي بطل العجب الشمالي

مقالات - منذ 4 ساعات

‏أقول ذلك بعدما تأكد لي بأن عودة دولة الجنوب لما قبل احتلالها من الشمال عام 1994 أصبح حلما مستحيل المنال في ظل هذه الظروف، وتأكد لدي ذلك اليقين بعدما أصبحت المصالح بنهب ثروات الجنوب هي الحاكمة الفعليه لأزمة الشعب الجنوبي عموما، فلا شعار الوحدة أو الموت ولا غيره من شعارات هي الحاكمة، ولا يزال الشعب الجنوبي يحصد الخيبات التي تلد خيبات حتى باتت كلمة وضع مزرٍ قليلة عليه.

أزمة الشعب الجنوبي تتلخص بأن لا آحد يريد لهذا الشعب أن يتحرر أقول ذلك بكل ثقة لا قيادات، ولا زعامات، ولا من خولوهم الشعب بمليونيتين، ولا دول الإقليم، ولا دول العالم، ولا الأمم المتحدة التي ترسل مبعوثًا واحدٌا تلو الآخر من سنوات، ولا يزال آخر مبعوث يقوم بإحاطته لمجلس الأمن لسان حاله يقول: الوضع على ما هو عليه، ويتم تجديد ولايته دون أن يتحقق شيء لا بالعكس أمور الجنوب تزداد سوءا على سوء.

لذلك المصالح المتمثلة بنهب ثروات الجنوب هي العامل المُشترك، والمشترك بها الجميع سواء بالداخل الجنوبي أو الشمالي أو الإقليمي وحتى الدولي؛ وعليه لا يريد أحد حل أزمة الجنوب وعودة دولته؛ لأن عودتها ليس بصالح أحد طالما أن الجميع مستفيد من ذلك، وهذه الحقيقة التي يجب على الشعب الجنوبي معرفتها، وبناء استراتيجية مختلفة بتبني خطة تعيد دولة الجنوب لشعبها، وتحفظ حقوقهم، والأهم كرامتهم، غير ذلك فالمعذرة يا شعب الجنوب الصابر المحتسب البطل الذي صبر على أذى جميع دول العالم، وليس الشمال فقط ضده طوال عقود ماضية، لن تعود دولتكم وأقولها بكل أسف، وآن أوان أن تستريحوا من تلك المعاناة المنسية في منطقتنا المنكوبة، وتبادروا كشعب وكأمة بانتزاع حقكم بيدكم، ونسيان كل من وضعتم بهم ثقتكم غير ذلك تأكدوا بأن أزمتكم لن تحل، ولن تعود دولتكم.

فهل سيعي الشعب الجنوبي هذه الحقيقة، ويبني عليها مستقبله أم سيرهنها عند من لا يريدون عودة دولته؟

أترك الإجابة للشعب الجنوبي…

من صفحة الكاتب على منصة إكس

فيديو