خالد سلمان

إسرائيل.. حائط اختباء الحوثي للهروب من استحقاقات الداخل

مقالات - منذ 8 ساعات

طائرة مسيّرة حوثية وصلت إلى مطار في جنوب إسرائيل، عطّلت حركة السفر لساعات، ثم ماذا بعد؟

لن تتأخر الإجابة طويلاً عن السؤال، ستأتي سريعاً في تدمير قدرات اليمن المستولى عليها انقلابياً. سيتم استدعاء الإسرائيلي بطيرانه وبوارجه، وسيدكّ البنية التحتية المتهالكة، تاركاً لهذه الجماعة رفع سقف ادعاء البطولة، والقول بالنصر، وهم يلملمون أشلاء قتلاهم من الحفر المتناثرة وغرف اختباء لم تعد محصّنة، وقيادات باتت مكشوفة وعلى قائمة بنك الأهداف.

تم نسف حكومة كاملة بضربة إسرائيلية، ولم تقف الجماعة لمراجعة الحصاد المر، بل مضت لتمارس لوثاتها بمزيد من التصعيد الغبي الذي يجلب تصعيداً إسرائيلياً موجعاً.

ما لم يقله الحوثي ويفصح عنه: إن إسرائيل بالنسبة له حائط اختباء من استحقاقات حياتية لسلطة أمر واقع، وفرصة للهروب إلى الأمام بتأجيل كل شيء لصالح معركة لم تحقق شيئاً، لا على الصعيد القومي ولا في الوضع الداخلي.

ستأتي تل أبيب بقضّها وقضيضها، ستفتح حمم النار من البحر والسماء، ثم ستترك الرهائن اليمنيين المختطفين من قبل الحوثي طعاماً لعصي الحشد القسري في الميادين، من أجل خطابة بليدة لكائن لزج يسكن الحفر ويدّعي البطولة.

مع كل طائرة مسيّرة عمياء، على هذا اليمن أن ينتظر موتاً جديداً، وعلى الفلسطيني أن يسخر من جماعة أبهتت نضاله العادل، ودَفعت المزاج العروبي اليمني من الارتباط الوجداني بفلسطين، إلى نخب لم تعد تستنكف التعايش مع الإسرائيلي، حدّ الدعوة من على منابرها إلى الانتقال من التطبيع إلى التحالف معه ضد جماعة زرعت اليمن بكل أدوات القتل اليومي.

خطر الحوثي دمار اليمن وكسر الجليد مع الصهيوني، وإضعاف التعاطف مع غزة.

نصرة الداخل والقومي تبدأ بتنظيف اليمن من هذا العقل العَصَبوي الفوضوي الانقلابي الحاكم.

من صفحة الكاتب على منصة إكس

فيديو