بن عزيز والعرادة.. تحركات عسكرية تهدد بفتح أبواب صراع جديد مع الجنوب بينما يتمدد الحوثي بلا مقاومة

تقارير - منذ 1 يوم

عين الجنوب|| خاص:
تشهد الساحة اليمنية تصاعدا جديدا في وتيرة التوتر بعد عودة سلطان العرادة إلى المجمع الحكومي في مأرب وظهور بوادر تحركات عسكرية تقودها قيادات في الجيش باتجاه مناطق حضرموت والجنوب وهي خطوة يراها كثيرون خارج سياق اللحظة الراهنة التي تتطلب التركيز الكامل على مواجهة تمدد الحوثيين في الشمال

هذه التحركات أثارت قلقا واسعا لأنها توحي بوجود استعداد لفتح صراع داخلي في وقت ما تزال فيه الجبهات ضد الحوثي بحاجة إلى دعم وإسناد وقد اعتبر مراقبون أن أي تحرك عسكري خارج إطار القيادة الرسمية سيعيد البلاد إلى أجواء التوتر ويعرض وحدة الصف للخطر

ويؤكد محللون أن التوجه جنوبا يضعف الجبهة الوطنية ويمنح الحوثي فرصة ثمينة للاستفادة من أي انقسام داخلي خاصة أن أي مواجهة بين القوى المناهضة للحوثي ستؤدي إلى إرباك المشهد العسكري والسياسي وتفقد القوات الحكومية قدرتها على حماية ما تبقى من مناطقها

في المقابل يشدد أبناء الجنوب على أن حماية مناطقهم وفي مقدمتها حضرموت مسألة تتعلق بأمنهم واستقرارهم وأن إخراج التشكيلات العسكرية التي لم تقم بأي دور في مواجهة الحوثي خلال السنوات الماضية يعتبر خطوة ضرورية لإعادة ضبط الوضع الأمني في المحافظات المحررة

ويرى محللون أن الأولوية في هذه المرحلة يجب أن تتجه نحو المعركة الفعلية مع الحوثي وأن أي صراع داخلي سيحقق أهدافا عجز الحوثي عن تنفيذها بالقوة وأن الحفاظ على وحدة الجبهة المناهضة له يمثل الضمان الحقيقي لاستقرار اليمن شمالا وجنوبا

ويتخوف كثيرون من أن اندفاع بعض القيادات نحو خيارات عسكرية غير محسوبة قد يعيد اليمن إلى دائرة الصراع الداخلي التي عانى منها المواطن لسنوات طويلة حيث يرى البعض أن هذه التحركات لا تعبر عن حاجة ميدانية حقيقية بل عن حسابات سياسية قد تدفع البلاد نحو مواجهة جديدة لا طائل منها

كما تتزايد المخاوف من أن أي محاولة لجر الجنوب إلى صراع مفتوح ستفتح الباب أمام تداعيات واسعة على المستوى الأمني والاقتصادي في وقت يعيش فيه اليمنيون ظروفا صعبة أثقلت كاهلهم فالتصعيد الداخلي يهدد بعرقلة كل الجهود الرامية إلى استعادة الاستقرار وتحريك عجلة التنمية المتوقفة

ويتوافق العديد من المتابعين على أن استنزاف الجهود في معارك جانبية قد يفقد القوات الوطنية القدرة على مواجهة التحديات الأساسية فالخطر الحقيقي يتمثل في استمرار تمدد الحوثيين الذين يستغلون كل ثغرة وكل انشغال للقوى المناهضة لهم لتوسيع نفوذهم وترسيخ حضورهم في مناطق جديدة

كما يشدد آخرون على أن المرحلة الحالية تتطلب توحيد القرار العسكري وتركيز الجهود على ما يخدم اليمن ككل بعيدا عن الحسابات الضيقة وأن الحفاظ على الهدوء في الجنوب يمثل ضرورة لمنع انهيار ما تحقق من استقرار نسبي فيه خلال السنوات الماضية

ويؤكد مراقبون أن الطريق الأمثل للخروج من هذا الوضع يتمثل في إعادة ترتيب الأولويات وإغلاق أي أبواب قد تؤدي إلى صراع داخلي جديد والعمل على بناء موقف موحد يواجه التحدي الأكبر الذي فرضته مليشيا الحوثي على البلاد فقد أثبتت التجارب السابقة أن الانقسام لا يجلب إلا المزيد من الضعف وأن القوة الحقيقية تكمن في التعاون والتنسيق ووضع المصلحة الوطنية فوق أي اعتبار

فيديو