وادي حضرموت… الخطوة التي كسرت الجمود وفتحت الطريق نحو الجنوب الجديد

تقارير - منذ 1 يوم

سيئون||عين الجنوب|| خاص:
لم تكن التطورات الأخيرة في وادي حضرموت حدثًا عابرًا، بل لحظة فاصلة قلبت معادلات ظلت جامدة لسنوات طويلة. دخول قوات المجلس الانتقالي الجنوبي مدعومة بقوات النخبة الحضرمية إلى مدن الوادي لم يكن مجرد انتشار عسكري، بل كان تحوّلًا تاريخيًا طال انتظاره، ووضع حدًا لمرحلة من الفوضى والفراغ الأمني والتداخلات التي أنهكت المواطنين وأضعفت حضور الدولة الجنوبية في أهم محافظاتها.

شهد الوادي خلال العقود الماضية تراكمًا لملفات الشكوى من سوء الإدارة الأمنية وتداخل النفوذ، حتى بات ملف “وادي حضرموت” واحدًا من أكثر القضايا التي تشغل الشارع الجنوبي. ومع دخول قوات الانتقالي والنخبة الحضرمية، بدا وكأن صفحة قديمة تطوى، وأخرى جديدة تُفتح، تحمل معها ملامح مرحلة أكثر وضوحًا وثباتًا. وقد اعتبر الكثيرون من أبناء حضرموت أن ما جرى ليس مجرد انتقال للسيطرة، بل استعادة لحق غُيّب، وترتيب لوضع طال تشويهه.

أظهرت قوات النخبة الحضرمية احترافيتها المعتادة، ودخلت مناطق الوادي بثقة وهدوء، مقدمة نموذجًا حضرمياً صلبًا في الأداء العسكري والانضباط الأمني. كما أثبت المجلس الانتقالي الجنوبي أنه يمتلك القدرة والإرادة لفرض الاستقرار، وحماية المصالح العامة، وتأمين المناطق الحيوية التي ظلت لسنوات رهينة نفوذ غير مستقر. كان المشهد واضحًا: الجنوب يمتلك اليوم قوة منظمة قادرة على إدارة أرضه وحماية حدوده.

اعتبر الانتقالي أن تحرير وادي حضرموت خطوة لا يمكن تأجيلها، وجزءًا أساسيًا من مشروعه الوطني الواسع لاستعادة الدولة الجنوبية. ومع هذه الخطوة، تتسع رقعة النفوذ الجنوبي الموحد، وتقترب خارطة الجنوب من صورتها الطبيعية التي حملها الشعب منذ سنوات طويلة. لم يكن الهدف مجرد حسم ميداني، بل فرض واقع جديد يعيد للجنوب ثقله وقراره، ويمنح حضرموت المكانة التي تستحقها ضمن كيان جنوبي متماسك.

على مستوى الشارع، كان الترحيب لافتًا. فالكثير من المواطنين رأوا أن هذه التطورات أعادت الأمل، وأن الأمن المحلي الجنوبي هو الأكثر قدرة على إدارة الملف في بيئة معقدة كالوادي. ومع كل يوم يمر، تتضح ملامح استقرار أكبر، وبسط نفوذ أوسع، وتراجع مظاهر الفوضى التي أثقلت حياة الناس وأرهقت مصالحهم.

لقد كانت عملية تحرير وادي حضرموت خطوة أبعد من كونها تحركًا عسكريًا؛ كانت إعلانًا واضحًا أن الجنوب يدخل مرحلة أكثر صرامة في ترتيب أولوياته، وأن مشروع الدولة الجنوبية المستقلة لم يعد مجرد شعار سياسي، بل مسار يُرسم على الأرض بقوة، وبأدوات قادرة، وبقوى أمنية وعسكرية أصبحت اليوم محل ثقة وفخر لكل جنوبي.

وهكذا، يتأكد مرة أخرى أن الجنوب حين يقرر، يمضي بثبات. وما حدث في وادي حضرموت ليس نهاية المطاف، بل بداية الطريق نحو استعادة الجنوب كاملًا، وبناء دولة مستقلة تمتلك قرارها، وتحمي أرضها، وتؤسس لمرحلة جديدة طال انتظارها.

فيديو