تحليل: الانتقالي الجنوبي يثبت الشراكة الوطنية في مواجهة المشروع الفارسي

دراسات وتحليلات - منذ ساعتان

خاص || عين الجنوب     

تُكثّف بعض المنصّات الإعلامية حملاتها التحريضية لاظهار ان هناك خلاف بين المجلس الانتقالي الجنوبي والمملكه العربيه السعوديه وماتسمى بالشرعيه وخصوصا في موضوع تحرير حضرموت في محاولة مكشوفة لإيهام الرأي العام بوجود صراع أو قطيعة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية اليمنية،المدعومه من السعوديه في وقتٍ تؤكد فيه الوقائع السياسية والميدانية أن الطرفين يعملان، رغم التباينات، ضمن شراكة وطنية واحدة لمواجهة الخطر الحقيقي الذي يهدد المنطقة برمّتها.

إن هذه الشراكة ليست ترفًا سياسيًا ولا اصطفافًا شكليًا، بل ضرورة وجودية فرضها المشروع الفارسي التوسعي المتمثل في جماعة الحوثي، وما يرتبط به من تنظيمات إرهابية عابرة للحدود كجماعه الاخوان الارهابيه والتي تسعى لزعزعة الأمن، وتقويض الدول، وتحويل الجغرافيا إلى ساحات فوضى دائمة تخدم أجندات خارجية معروفة.

لقد أثبتت التجربة أن المعركة لم تعد معركة شعارات أو بيانات، بل معركة أمن وسيادة وهوية، وهو ما يجعل التنسيق بين الانتقالي والشرعية في الملفات العسكرية والأمنية خيارًا وطنيًا لا يقبل المزايدة. فالمعسكران، رغم اختلاف الرؤى السياسية، يجتمعان عند هدفٍ مركزي: منع سقوط ما تبقى من الأرض في يد الحوثي، وتجفيف منابع الإرهاب، وحماية الإقليم من الانزلاق نحو الفوضى الشاملة.

وفي هذا السياق، تبرز حضرموت بوصفها قلبًا استراتيجيًا وثقلًا جغرافيًا واقتصاديًا لا يمكن تركه رهينة لحسابات التأجيل أو التوازنات الهشّة. إن سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على حضرموت لا تمثل نزوة سياسية ولا مشروع غلبة، بل واجبًا وطنيًا تأخر كثيرًا عن موعده، في ظل ما عانته المحافظة من فراغ أمني، وتغلغل جماعات متطرفة، وتحويلها إلى ساحة مفتوحة للعبث والتهريب.

لقد أثبتت القوات الجنوبية في أكثر من محافظة قدرتها على فرض الأمن، ومحاربة الإرهاب، وحماية المدنيين، وهو ما يجعل انتقال حضرموت إلى معادلة الاستقرار الحقيقي خطوة طبيعية ضمن معركة أوسع ضد المشروع الحوثي – الإيراني، وليس خروجًا عن الإجماع الوطني كما تحاول بعض الأصوات تصويره.

إن محاولات تصوير تحركات الانتقالي على أنها استهداف للشرعية أو انقلاب على الشراكة، ليست سوى خطاب تضليلي يخدم خصمًا واحدًا فقط: الحوثي، الذي لا يعيش إلا على التناقضات، ولا يتغذى إلا على الانقسام.

الخلاصة الواضحة:
الانتقالي والشرعية، مهما اختلفت المسارات، يقفان اليوم في خندق واحد ضد المشروع الفارسي وأدواته، وحضرموت ليست ساحة صراع داخلي، بل جبهة سيادية كان يجب حسمها منذ زمن، حمايةً للأمن الوطني، وصونًا لمستقبل المنطقة بأكملها.

فيديو