د.حسين لقور

لن ننسى ولن نسامح

مقالات - منذ 8 ساعات

‏لن ننسى... ولن نسامح!!
في ذكرى الحرب اليمنية على الجنوب.

يتهمنا البعض بالعنصرية تجاه اليمنيين، ولكن الحقيقة أن ما واجهناه من عنصرية منهجية من اليمنيين، على مدى عقود كان سبباً في تمسكنا بحق الدفاع عن أنفسنا. ما يعني أننا لن نقبل بعد اليوم أن نعيش كمهزومين أو مهانين على أرضنا.

أيام جرائم الاحتلال اليمني للجنوب كان موقف الشعب اليمني محيراً. لم نسمع من مثقفيهم أو سياسييهم كلمة استنكار أو اعتراض على ما يحدث للجنوب. بل على العكس، كان هناك استقواء واضح، حيث تحول حتى الباعة والبساطين إلى أدوات ضغط على الجنوبيين، مستفيدين من غطاء أمني وعسكري قدمته قوات الأمن المركزي والجيش.

عندما اندلعت الاحتجاجات الجنوبية في إطار الحراك السلمي، كان الرد قاسياً. قتل النظام وجيشه خيرة شباب الجنوب، بينما وقف الشعب اليمني بين مؤيد للنظام أو صامت. لم نسمع أصواتاً تطالب بوقف القتل أو تدعو إلى العدالة، بل رأينا كثيرين يحتفلون بما يحدث وكأنه انتصار جديد.

ومن المآسي التي لا يمكن نسيانها، كيف أن بائعي الخضار والبساطين من اليمن تحولوا فجأة إلى قناصة محترفين خلال الغزو الثاني في 2015، يوجهون أسلحتهم إلى صدور أبناء الجنوب الذين يعتاشون على حسابهم. كيف يمكن نسيان تلك العنجهية والاستقواء التي مارسها اليمنيون في كل تفاصيل الحياة اليومية، من السيطرة على المحال التجارية بالقوة إلى استباحة المنازل والأراضي؟

اليوم، وبعد عقود من القهر والظلم، يقف الجنوب أمام مَفرِقِ طرق. لقد تعلم الجنوبيون من تلك التجارب المريرة أن الوحدة القسرية لم تكن سوى غطاء لنهب ثرواتهم وسلب كرامتهم.


فيديو