حصار الأسد قد يضطره لتقديم تنازلات وقبول التسوية

السياسة - منذ 7 شهر

عين الجنوب | السياسة

rn

أشار تحليل نشرته صحيفة فايننشال تايمز إلى أن استمرار الحرب الأهلية الطويلة في سوريا، وانهيار الدولة وإفلاسها، بالإضافة إلى تشتت داعمي النظام - روسيا وإيران وحزب الله - بسبب صراعاتهم الخاصة، دفع الأسد لاتخاذ موقف حذر، وكأنه يراهن على عامل الوقت.

rn

وأضاف التحليل: "على مدى أكثر من عام، وبينما تنتشر الصراعات بين إسرائيل والقوات المدعومة من إيران في أنحاء الشرق الأوسط وصولًا إلى داخل سوريا، ظل الرئيس السوري بشار الأسد صامتًا بشكل لافت. إلا أن الهجوم المفاجئ الذي شنه (مسلحو المعارضة)، والذين تمكنوا من السيطرة على حلب خلال 48 ساعة فقط، كشف عن حالة عدم الاستقرار في سوريا، وهشاشة سيطرة الأسد على بلاده، وحجم المعارضة لحكمه."

rn

وذكر التحليل أن "الإحباط واليأس في سوريا بعد 13 عامًا من اندلاع الحرب الأهلية، قد امتدا إلى صفوف الجيش. فاقتصاد سوريا ظل على حافة الانهيار لسنوات، بسبب الديون غير المدفوعة لداعمي النظام الأجانب، والعقوبات الغربية، بالإضافة إلى انهيار النظام المصرفي في لبنان، الذي كان لفترة طويلة ملاذًا لرجال الأعمال السوريين."

rn

وتابع التحليل: "ساهم ازدراء عائلة الأسد لمعاناة السوريين وجشعها في انتشار السخط بين أوساط المجتمع السوري، بما في ذلك الموالين من الطائفة العلوية، التي ينتمي إليها الأسد. كما عمّق هذا الإحساس باليأس رفض النظام تقديم أي تنازلات مع خصومه، رغم محاولات روسيا دفعه نحو الانخراط في عملية سياسية."

rn

وأشار التحليل إلى أن "الأسد لطالما اعتبر التنازلات علامة ضعف، لكن الهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام أكد اعتماده الكبير على روسيا وإيران والمجموعات المرتبطة بإيران، إلى جانب الدور البارز للقوى الأجنبية في سوريا". وأضاف أن "تركيا، رغم أنها قد لا تكون وافقت صراحة على الهجوم الذي قادته هيئة تحرير الشام، إلا أن هذا الهجوم يخدم مصالحها وربما يمنح أنقرة نفوذًا أكبر في أي مفاوضات مستقبلية."

rn

وأضاف التحليل أن "الدول العربية حاولت إعادة إدماج الأسد عبر إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية العام الماضي لأول مرة منذ 2011، على أمل انتزاع تنازلات منه تتعلق بتهريب المخدرات وتهيئة بيئة آمنة لعودة اللاجئين. إلا أن دمشق لم تحقق تقدمًا يُذكر في أي من هذين الملفين."

rn

وخلص التحليل إلى أنه "مع استمرار حصار الأسد، قد يكون الحل الدبلوماسي خياره الوحيد للخروج من الأزمة، رغم رفضه لذلك لسنوات. كما يبدو أنه لا يستطيع تجنب تقاسم السلطة مع المعارضة، وهو ما قد يمثل نهاية نظامه."

فيديو