المشروع الحوثي في اليمنية، كهنوت تجاوز ظلم حقبة الإمامة

السياسة - منذ 9 ساعات

عين الجنوب| خاص

عند تتبع الانتهاكات التي تمارسها المليشيات الحوثية، يمكن الإستشهاد بإحداث يومية طالت حياة الناس، المشروع الشيعي الثيوقراطي في المنطقة العربية هو مشروع دخيل وليس من صلب الطبيعة التي جُبلت عليها شعوب المنطقة العربية.

ما صنعته شيعة العراق ولبنان وسوريا وشمال اليمن، يؤكد أنها مشروع دخيل ... وبالرغم من كونها على ظلال أن أتينا الى المقارنة الفعلية للتحورات التاريخية لا يمكن أن تقنع به سلالياً واحداً، السبب أنهم يستخدمون هذه المعتقدات المستحدثة بل يوظفون ما صح منها لخدمة مشروعهم في الحكم.

عند النظر الى النموذج الذي قدمته هذه المنظومات نجد أن النموذج الميليشاوي للحوثيين هو أسوءها وأكثرها إجراماً، لأسباب عديدة منها طبيعة نشأه الميليشيات الحوثية، وبالعودة الى السبيعينات يمكن إستخلاص النهج الذي ستتبعه الميليشيات.

على الرغم أن الإنتهاكات التي توثقها وسائل الإعلام المحلية تحرك في نفس أي انسان مشاعر الغضب، لكن، بالعودة الى الحكم الامامي، لم يشهد شعب اليمنية نظام دولة إلا بعد عام 90، كما أن الطبيعة القبلية البراغماتية النفعية للشعب في اليمنية، تمثل عدم استقرارهم على مبدأ، بل يمثلون حقيقة ما يشاع عن أهل صنعاء من دخلها فهو عمنا.

نفس الشخصيات التي كانت مع المؤتمر الشعبي العام، ناهيك عن الشخصيات الإخوانية، هي نفسها من سهلت إجتياح الحوثيين لصنعاء.

الميليشيات الحوثية ليست زيدية، بل نسخة مستوردة، حتى على المستوى الفقهي الذي اتبعه الزيود هي نسخة إيرانية بالفعل، بل أضافت اليه المساوىء الخاصة بالسلوكيات لقطاع الطرق. أحداث البحر الأحمر، وأحداث الساحل الغربي، وقضايا تهريب المخدرات كلها تدل على الطبيعة التي تشكل ماهية الحوثية، حيث هذه السلوكيات الميليشاوية درجت عليها ميليشيات حزب الله في لبنان وميليشيات الحشد الشعبي في العراق، وهو ما مثل الاختراق الحاصل لمؤسسات هذه الدول، والعراق مثال جيد لهذا الامر.

اذا كان الأمر كذلك، لماذا الشعوب رضخت لهذه الميليشيات الفوق الوطنية، الاسباب تكمن في تكوينها شبكات داخل الدولة وخارجها واتباع استراتيجية الفعل الاستباقي لأي حدث يهدد حكمها، هذا الامر عزز استطالة الحكم الطائفي على الوطني وحكم القلة على الكثرة، كما أن المثل القائل، مصائب قوم عند قوم فوائد، يفسر ذلك.

الآن وبعد تكشف حقيقة الحركات الطائفية في المنطقة يبقى السؤال هل ستعيد الشعوب حقوقها المسلوبه على يد عصابات ملالي إيران؟


عند تتبع التاريخ الخاص بهذه الجماعات منذ نشأتها وتطورها، يمكن القول أنها نجحت في فترات ما، بل بعضها قدم حكماً لابأس به، لكن ومع ذلك الإرتكاز العقدي دوماً، يجعلها غير مستقرة، أن لم تكن التأثيرات الداخلية، فالتأثيرات الخارجية أنهت وجودها لكنها حافظت على نسج داخلي يعزز بقاءها في خضم التغييرات.

هذه الحركات إن لم تكن اغلب حركات الاسلام السياسي، بالإضافة الى تاريخ أوروبا (للدلالة) كانت تدرك أهمية العودة الى الحكم لكن ما هي الوسائل؟

لقد وجدت هذه الحركات في شعوب المنطقة قلوباّ من الممكن التأثير عليها بصباغ من الشعارات المحلية والتاريخية. يمكن رؤية ذلك على مستوى هيمنه سردية مناطق على أخرى، او قدسية أسرة او جماعة.

هذه السرديات وجدت مدخلاً في بعض الفترات، مثال نشوء الدولة الفاطمية، لكن في العصر الحديث الوعي مساله فردية لكل شخص، ورغم المعرفة التي توفرت في هذا العصر، الا أنه يمكن القول أن خيارات الشعوب او صمتها هو نتيجة ما يحصل لها الآن.

الشعب في اليمنية رغم معرفة أن هناك رفضاً داخلياً لحكم الميليشيات الحوثية، لكن يمكن القول أيضاً أن من صفق لها في 2014 يتحمل مسؤولية ما يحدث الآن.

فيديو